السبت، 31 ديسمبر 2011

شمس الحرية والعام الجديد .. السيف الدمشقي

مع غياب شمس آخر يوم من أيام عام 2011 ميلادية وإطلالة اليوم الأول من العام الجديد 2012 ميلادية لاأجد في نفسي إلا حرقة ولاأجد في قلبي إلا غصة على أناس من أبناء وطني تساقطوا كما تتساقط أوراق الخريف في وطننا الغالي سوريا أملاً في ربيع قادم لا أعرفهم ولم ألتق بهم إلا من خلال سماع قصصهم من الفضائيات والإنترنت هؤلاء الذين آمنوا بأن هناك جنة ونار فاختاروا نار الدنيا ليرتقوا في جنة الآخرة تركوا كل مايملكون آملين حالمين في مستقبل مشرق, لم ينالوه في دنياهم بل أرادوا أن يهبوه لنا ولأبناءنا ومع هذه الحرقة وهذه الغصة لم أجد كلمة يمكن أن تفيهم حقهم إلا أن أقول لن ننساكم بإذن الله ستكونون في قلوبنا دوماً قدوة ومثالاً نفخر به نعلمه لأبناءنا ونقول لهم هؤلاء هم أبناء وطنكم الحقيقيون هؤلاء هم نبراس حضارة أجدادنا العظماء هؤلاء هم النور الذي لم ولن تطفئه ظلمات الغدر والخيانة والإذلال والخنوع هؤلاء من أعطانا الأمل من جديد بل أعطونا القوة وعلمونا الصبر والإباء والشموخ علمونا كيف يكون الإنسان عزيزاً وسط عالم الذل والانكسار.

من خلالكم فقط تعلمت وأنا أبكي معنى قوله عز وجل في كتابه العزيز :
 يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آَمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ (13) سورة الحديد

لطالما قرأنا عن الأبطال الثوار ضد المستعمر الفرنسي بدءاً بيوسف العظمة ثم حسن الخراط وابراهيم هنانو إلى غيرهم وقد كانوا كُثُر لم نلتق بهم إلا من خلال كتب التاريخ لكننا الآن عرفناهم بكم بعد أن نسيناهم حتى كادوا أن يصبحوا تاريخاً في الكتب المهترئة فأحييتموهم فينا ونفضتم غبار السنين وأحييتم فينا روح الكفاح ضد الظلم والطغيان سنُعلّم أبناءنا أن لاينسوكم وأن لاتصبحوا تاريخاً في الكتب فقط بل نبراساً نهتدي به وتهتدي به الأجيال القادمة ليعود ألق الأمة إلى سابق عهده .
ومع غياب عام 2011 ستشرق شمس الحرية في العام الجديد ويعود الوطن عزيزاً حراً أبياً بإذن الله .
عاشت سوريا حرة أبية وماالنصر إلا من عند الله .
بقلم السيف الدمشقي
   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للتعليق