الخميس، 27 سبتمبر 2012

وكمان في مصر .. السيف الدمشقي


وردتني هذه الصورة لرجل يسجد على صورة رئيس مصر الدكتور محمد مرسي تحت عنوان : ( وكمان في مصر أما ربيع عربي )
في الحقيقة هذا العنوان مع الصورة تدل على سطحية وحمق من كتب هذا العنوان أو من أرسلها موافقة ولست أسفاً على هذا الكلام .
وقبل كل شيء وبالتأكيد فأنا لن أوافق على مثل هذا التصرف من أي شخص كان ومع ذلك فقد أرجعت الصورة للتأكد منها فلم أجد لها أثراً وهذا يعني أنها على الأغلب مزيفة ولكن لنعد للفكرة على افتراض صحة الصورة وهي الربط بين الصورة والعنوان بين التصرف نفسه وعلاقته بالربيع العربي :
فقد سبق أن كتبت هذه الكلمات وهي تنطبق على مثل هذه التصرفات :
" حقاً هناك أناس يعشقون الذل والعبودية نشأوا فيها وترعرعوا فيها فانطمست فطرتهم التي فطرهم الله عليها وكلما رمى لهم سيدهم عظمة ساروا يلهثون وراءه كالكلاب وإذا مات سيدهم أو غاب بحثوا عن آخر لأن العبودية أصبحت تجري منهم مجرى الدم ونسوا أن قمة الحرية هي قمة العبودية والذل لشيء واحد فقط هو الله وهي الفطرة التي فطر الناس عليها ". 
أمثال هؤلاء لم يفهموا قوله تعالى :
وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ (21)سورة إبراهيم
أما بخصوص ربط التصرف في الصورة بالربيع العربي : فما علاقة هذه التصرفات بالربيع العربي أليس الأولى والأصح ربطها بالمنحبكجية حسب التسمية السورية وأمثال هؤلاء ( المنحبكجية ) موجودون في كثير من الدول حتى الدول الغربية وإن كانت بنسب قليلة جداً وربما نادرة وبصورة مختلفة .
الربيع العربي الذي تشهده الدول العربية بقطع النظر عن نجاحه أو فشله وعن الرأي فيه إن كنا من مؤيديه أو معارضيه فإن الثورات المرتبطة فيه كان من أسبابها الأساسية انتشار الفساد والركود الاقتصاديّ وسوء الأحوال المَعيشية، إضافة إلى التضييق السياسيّ والأمني وعدم نزاهة الانتخابات في معظم البلاد العربية.
وكل الأمور السابقة أدت إلى انحدار فكري وتعليمي عام وبالتأكيد فالربيع العربي لن يكون بمقدوره تغيير فكر ومعتقدات الناس وعاداتهم وتغيير جيل أو أجيال عاشت في الفترة السابقة في يوم وليلة وإنما ستكون نتائجه فعالة عندما نساهم بالارتقاء في فكرنا وعاداتنا ومعتقداتنا وهذا هو الأصل أفليس من المعيب إذن أن يرسل لي هذه الصورة مربوطة مع هذا العنوان شخص جامعي يفترض فيه أن يكون قد تعلم أبجدية التحليل والمنهجية العلمية أما آن لنا أن نخرج عند رفضنا لأمر معين من التعنت وأن نخرج من تطبيق المثل الشائع ( نكاية بالطهارة سأنجس ثوبي ) .
فبدل الاستهزاء بالربيع العربي أليس الواجب أن نعمل جميعاً مؤيدين ومعارضين للخروج من الحالة السلبية والنظر إلى الأمام والمساهمة في بناء مجتمعاتنا بطريقة نتخلص فيها من بعض موروثاتنا الفكرية والثقافية السلبية وأن نتطلع إلى مجتمع راق يسوده العدل والحرية والمساواة وقبل كل شيء أن تسوده الإنسانية التي يبدو أننا فقدناها في عالم طغت فيه المادية على كل شيء حتى القيم الإنسانية التي احتكرها العالم ( المتحضر ) لنفسه ليس لأنه الأقوى بل لأننا نحن من تخلى عنها .
بقلم : السيف الدمشقي   


السبت، 22 سبتمبر 2012

ليلى والذئب .. السيف الدمشقي


ليلى والذئب
كشر الذئب عن أنيابه ...
نعم فمازال يخدع ليلى مذ أكل جدتها ونام في فراشها وظل يبتسم مخادعاً حتى صفعته ليلى فأسقطت قناعه المزيف .
وقفت ليلى وحيدة في المواجهة تهاجم تارة وتبكي تارة وتنزف تارة وهو ينهش فيها وكل من في الغابة يرى ويسمع ليلى
الوحوش تدعم الذئب وبقية الحيوانات تتفرج من الحمار إلى التمساح الذي يبكي بكاءه المعروف .
ليلى تنادي ليلى تصرخ ..
لا لم تعد تنادي فقد أيقنت أن من حولها ليسوا سوى حيوانات الغابة وأن الكل فقد السمع.
 إنها تئن وتئن ولكنها مازالت تشعر أنها قوية نعم لقد تذكرت وصية جدتها أن اصبري واصبري واصمدي فالله معك .
أصوات في الغابة تنادي هل فقد الذئب عقله ياترى ؟!! أجابتهم ليلى وهي تتألم وهل ملك الوحش يوماً عقلاً ؟!!
أحست ليلى بالارتياح رغم مصيبتها قليلاً لما رآت أن وجه الذئب قد تغير لقد أصبح خائفاً لقد أصبح منهكاً متهالكاً فلم تعد تبالي بنزيفها .
واستمر الذئب يستخدم أسلحته لكن ليلى أيقنت أنه استخدمها كلها لا بل كشف كل أسلحته بعدما نزعت بيديها العاريتين أقنعته الواحد تلو الآخر.
لم تعد ليلى تخشى أسلحته فقد أفقدته بعض أنيابه ومازالت تسعى وتجاهد لتنزع البقية ,
كل من في الغابة من الحيوانات أصابه الذهول من إيمان ليلى وصبرها وقد أحاطوا بالكوخ ينتظرون المعجزة ؟
لا عن أية معجزة فذاك الذي يمده بالطعام وآخر بالماء وآخر يمسح وجهه وينظف مخالبه وآخرون يحاولون منع كل ماسبق عن ليلى وآخرون ينقلون الأخبار عن ذلك الذئب الوديع الذي صفعته ليلى وجرحت كبرياءه .
وأخرون يقولون لا ليلى محقة وذاك ذئب متوحش واطمأني ياليلى فنحن نحصي قطرات دمك المسفوح وعدد الضربات التي تلقيتها وأما كبار الحيوانات فيصرخون ليلى لاتخافي نحن معك ولكن لن نستطيع أن نعيرك بعضاً من مخالبنا لتدافعي عن نفسك حتى لا نخرق قانون الغابة . 
حمار ينهق صباح مساء.
وبوم ينعق يبشر بالموت والخراب .
وكلاب تعوي .
وثعلب يصيح تارة بالذئب ويهمس في أذن ليلى .
ووحوش ضارية تهتف للذئب.
وخراف تنتظر في الباب الخلفي للكوخ تنتظر دورها في الذبح .
حيوان يمد رأسه ليرى ثم يعود إلى علفه.
حيوان آخر غير مكترث أصلاً .
حيوان آخر يجمع التبرعات من أجل إنقاذ ليلى ، علاج ليلى , لا ربما لشراء كفن لليلى.
  
هل ستخرج ليلى بعد كل هذا هل ستقضي على الذئب أم سيقضي عليها الذئب؟!!
كل من في الغابة اعتاد المشهد ربما يريد أن لاتنتهي القصة فربما إذا انتصرت ليلى ضاعت هيبة أسياد الغابة وسطوتهم .

لكن نسيت الحيوانات في الغابة شيئاً مهماً للغاية وهو أن ليلى إنسان وأنهم سيبقون حيوانات .

بقلم : السيف الدمشقي

الأحد، 16 سبتمبر 2012

علماؤنا والثورة .. مجاهد مأمون ديرانية


(نحن وعلماؤنا)
بقلم الكاتب أ.مجاهد ديرانـيّـة 15/9/2012

نشرت قبل أيام كلمة صغيرة على صفحتي، لم أنشرها مقالة عامة ولا قدّرت أن يقرأها غير مئات من الذين يتابعون الصفحة، فشرّقَت وغرّبت وقرأها آلاف وعلق عليها جمع غفير. وتابعتُ الزوبعةَ التي أثارَتها فظهر لي أن الأمر يحتاج إلى تعليق موسّع، فقد وجدت أن عامة الناس يقفون من العلماء ثل
اثة مواقف، أوسطها معتدل صحيح، وعلى طرفيه نقيضان لا يصحّ أي منهما ولا يجوز بقاؤه بلا علاج.

الأوسطون -وأرجو أن يكونوا الفئة الأكبر- هم الذين يتلقَّون علماءهم بالقَبول فيقدّرون علم العالم وإخلاص المخلص منهم، فإذا أصاب تابعوه وإذا أخطأ نصحوه وقوّموه، لا يزهّدهم خطؤه في علمه إن كان عالماً حقاً، ولا ينفضّون عنه ولا يتركونه جملةً ما دام مخلصاً ولو جانبَ الصواب أو أغرب في الاجتهاد.

على إحدى الجهتين من هذا الفريق الأوسط نجد جماعة من المتابعين والمريدين الذين لا يجرؤون على التساؤل عن صواب رأي العالم مهما تلبّسَته الغرابة، ولا يُجيزون لأنفسهم الاعتراض عليه أو انتقاد رأي يراه، بل يسلّمون عقولهم ويستسلمون لكل ما يسمعون، فإذا أخطأ (ومَن مِن الناس لا يخطئ؟) تابعوه على الخطأ كما يتابعونه على الصواب، ولو جاءهم من ينصحهم ردّوه وخاصموه لأن الانتصار لشيخهم هو الفريضة وليس الانتصار للحق والدين، ولأنهم أصلاً لا يحبون التفكير ولا يجيزون لأنفسهم مناقشة ما يسمعون.

الجهة المقابلة فيها فريق لا يُقيل للعالم عَثرة ولا يُجيز له الخطأ، فإذا زلّ في مسألة أو احتار في موقف نبذوه وتركوه وقاطعوا علمه وكتبه وأحاديثه جميعاً، كأنه لم يحسن قط وكأنه لا فضل له في دنيا ولا دين.

* * *

لقد انتصفَت سنةُ الثورة الثانية ومَرّ عليها من الأهوال إلى اليوم ما يكاد الليل يشيب من فظاعته فينقلب سوادُه البهيم بياضاً نقياً، فلم يبقَ عذرٌ لقاعد ولم يبق عذر لساكت. وإذا كان لكل واحد من أبناء الوطن عمل وواجب مَنوط به فإن أثقل تلك الأعمال هو ما نيط بالعلماء لأنهم قادة الأمة وورثة الأنبياء، فإذا لم يقودوها في هذه الليالي الحالكات فمن يقودها؟ وإذا لم يرسموا الطريق لها فمن يرسمه لها؟ ولا ريب أن العالم يَثْقل حمله ويكبر واجبه كلما ارتفع ذكره وكثر متابعوه. فمن أجل ذلك طالبَت الأمة علماءها بتصدّر الثورة وألحّت في المطالبة، ومن أجل ذلك نصح الناصحون وانتقد المنتقدون. وإذا لم يكن هذا القلم واحداً من الناقدين والناصحين والمطالبين فما قيمته وبأي حجة يَرِدُ صاحبُه على الله؟

قد يقول قائل: هذا كله حسن مفهوم، ولكن لماذا تركت البوطي ونصحت النابلسي، والأوّل أَولى بالنقد والتذكير؟ والجواب سهل قريب، فإني تركت البوطي فلم أتعرض له بحرف لأنني رأيته أهونَ على الله من جناح بعوضة، ولقد فضحه الله وهتك ستره فلا أباليه ولا يباليه غيري من الناصحين. وأما النابلسي فإني أحبه في الله وأقدّر فضله، وقد أقررت بذلك في تعليقي الصغير على كلمته (التي انتقدني بعض محبّيه بسببها) فوصفته بأنه “عالم احترمناه وأحببناه”، وهو غني عن شهادتي بما ألقى الله له في القلوب من قَبول.

مثل الشيخ راتب لا يضره أن يعاتبه مثلي ولا يُغضبه أن يسمع النصيحةَ من تلامذته، فإن الكبير لا تصغّره نصيحة صادقة ولا يؤذيه عتابٌ مؤدّب، بل هو يزداد رفعةً بقبول النقد وسماع النصيحة. لذلك أقول للذين انتدبوا أنفسهم للدفاع عنه: وفّروا على أنفسكم العناء، فإن للشيخ لساناً أمضى من ألسنتكم وقلماً أبلغ من أقلامكم. لو أراد الردّ لرد بنفسه، ولكنه علم أني محب صادق ناصح، لست عدواً ولا مبغضاً ولا منكراً لعلمه وفضله، وأني لا أريد إلا الخير له ولشعب سوريا ولأمة المسلمين.

* * *

إن الذين يهبّون مثل العاصفة يدافعون عن شيخهم -إذا تعرض للنقد شيخُهم- يذكّرونني بأبواق السلاطين، وقد عرفنا منهم في سوريا الكثير ونعرف غيرهم في كل بلد من بلداننا الميتة المتخلفة في ركب الدنيا وركب الدين. ما إن يوجّه أحد الصادقين نصيحة أو انتقاداً لطيفاً مؤدباً إلى السلطان حتى يثور المنافقون ثَوَران البركان ويشحنوا الصحف والمجلات والمواقع والمنتديات والفضائيات بهذيان مملّ سخيف، ظاهرُه الدفاع المُنْصف وحقيقته النفاق والكذب والتدليس، وهم يساهمون -بعملهم هذا- بالسهم الأكبر في صنع المستبدين والطواغيت ويَحملون وزرهم وإثمهم إلى يوم الحساب. هذا الذي يصنعه “أبواق” السلاطين يصنع مثلَه “أبواق” المشايخ والعلماء من حيث لا يشعرون.



الشائع أن الاتّباع الأعمى وتعصب التلميذ لشيخه آفة عامة في أوساط المتصوفين، وهذا صحيح، ولكنها ليست حكراً عليهم دون غيرهم، فقد لاحظت أنها موجودة حيثما وُجد شيخ له تلامذة ومريدون، لا يَسْلم منها إلا القلّة من العقلاء والمنصفين الذين يحكمون على الرجال بالحق لا يحكمون على الحق بالرجال، والذين لا تسلب عقولَهم ولا تعمي بصائرهم شهرةُ المشتهرين من العلماء والدعاة. لا تلوموا الصوفيين وحدهم، حتى السلفيون يتعلقون بمشايخهم تعلقاً مبالَغاً فيه ويتابعونهم بلا تفكير ولا اعتراض، وربما ذُكر اسم العالم من علمائهم فخشعوا له وخضعوا كما يصنع طالب العلم مع أكابر المجتهدين، وإنما هو ناقل لم يجتهد قط ولم يزد على حفظ المسائل وروايتها ولا يعدو أن يكون واحداً من علماء الرواية الذين يملؤون الدنيا، ثم إذا ما خالفهم عالم كبير ومجتهد أصولي خبير وجاء بفتوى لم يألفوها فإنهم يردّونه أو يبدّعونه وينكرون عليه أسوأ نكير!

لقد آن للأمة أن تتعافى من هذه الآفة وأن يتابع عامتها علماءهم متابعة عاقلة مبصرة، فإذا أخطأ العالم قوّموه، وإذا قصّر انتقدوه، وإذا ضيّق واسعاً أو عسّر يسيراً ناقشوه وحاججوه، وإذا باع نفسه للسلطان نصحوه ثم هجروه وقاطعوه… على أنه لا ينبغي للنصيحة والانتقاد أن يخرجا عن حدود الأدب ولا أن ينقلبا إلى هجاء وتلاوم. وأهم من ذلك كله أن لا يتسبب الخطأ يخطئه العالم (ولا الاثنان ولا العدد من الأخطاء) في رفضه ونبذه جملة واحدة، بشرط أن يكون العالم عالماً حقاً وأن يكون مخلصاً صادقاً، فإذا كان متعالماً وليس له من العلم شيء لم يستحقّ الاحترام ووجب كشفه لئلا يُفسد على الناس دينَهم، وإذا كان خبيثاً سيّئ النية ممن يشترون الدنيا بالدين ويدلّسون على العامة ويتبعون السلاطين فإن فضحه من أوجب الواجبات ومن حق الجاهلين على العالِمين.

* * *

يا أيها الكرام: إن الردّ على العالم -بأدب وعلم- من خصائص أمة محمد صلى الله عليه وسلم ومن أعظم مزايا أهل السنّة والجماعة، فلا تحرمونا هذه المزيّة ولا تجعلونا مثل الشيعة.

هل تعلمون ما الفرق بيننا وبين الشيعة؟ أعرف أن بيننا وبينهم من الفروق كما بيننا وبين اليهود، وإنما قصدت موضوعنا الذي نبحثه هنا. قدّس الشيعة علماءهم وسلّموهم عقولهم فلعبوا بها كما يلعب لاعبو الكرة بالكرة في الملعب، فضلّوا وأضلوا ولم يجدوا من يقول لهم: من أين لكم هذا؟ أما المسلمون من أهل السنّة فقد أراد الله أن يحفظ لهم دينهم فعلّمهم أن لا يقدّسوا أحداً من المخلوقات وأن لا يمنحوا العصمة أحداً من الخلق، فلا يقدسون إلا الله ولا معصوم عندهم إلا رسول الله صلى وسلّم عليه الله، فإذا أخطأ العالم فيهم ردّوا عليه خطأه وقوّموه وسدّدوه، وبذلك تتحقق لأمة محمد -عليه الصلاة والسلام- واحدةٌ من خصائصها العجيبة: إنها تنفي عن نفسها الخَبَث وتقي دينها من التحريف بعملية رقابية جماعية تشترك فيها جيوش من العاملين المخلصين، من العلماء ومن العامة على السواء.

ولعل هذا هو معنى قوله تبارك وتعالى في كتابه الحكيم: {والمؤمنون والمؤمنات بعضُهم أولياءُ بعض، يأمرون بالمعروف وينهوَن عن المنكر}، فذكر الجنسين (المؤمنين والمؤمنات) وأطلق الوصف ولم يَقْصره على العلماء دون العامّة. ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: “إن الله قد أجار أمتي أن تجتمع على ضلالة” (وهو حديث حسن بمجموع الطرق كما قال الألباني) وقوله: “يحمل هذا العلمَ من كل خَلَف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين” (حديث مرسل رُوي موصولاً من طريق جماعة من الصحابة، وصحّح الحافظ العلائي بعضَ طرقه).

* * *

الخلاصة: ما يجمعنا بعلمائنا هو العلمُ والإخلاص من طرفهم والمحبةُ والتقدير والنصيحة من طرفنا، فلا نبالغ في تبجيلهم وتعظيمهم لدرجة التنزيه والتقديس (ولا هم يقبلون منا ذلك)، ولا نقابل خطأهم وتقصيرهم بالذم البذيء والهجاء القاسي والمقاطعة الكاملة، بل بالتذكير والنصيحة اللطيفة المؤدبة، إلا أن يكون الواحد منهم متعالماً بلا علم، أو يكون علمه للدنيا لا للآخرة وللسلطان أو للمال أو للجاه لا لله. أما ما نريده من علمائنا وما نظن أنه الواجب عليهم والعمل الذي يرفعهم في الدنيا والآخرة فسوف أفصّله في مقالة آتية إن شاء الله

خواطر فيسبوكية .. مجاهد مأمون ديرانية


مجاهد ديرانية
أحد علماء الشام الكبار صمت في موقف كان ينبغي أن يُسمَع فيه صوته، وطال صمته وطال فيئسنا منه ونسيناه، ثم طلع على الناس بتسجيل مطوّل فلم يوفَّق في كلامه كما لم يوفق في صمته، وارتكب خطيئتين وجاء بعجيبتين واحدتُهما أشنع من الثانية.
الأولى حين أراد تبرير صمته فقال إنه اضطر إليه لأنه رأى الناس متفرقين على آراء شتى، ولبث ينتظر إجماع أطراف الشعب كلها على موقف واحد، فلما حصل التكامل والإجماع رأى أنه يستطيع الكلام. سبحان ربي! متى كان العلماء تابعين للعامة؟ وهل ينتظر العالِم إجماعَ العامة أم يقودهم إليه ويحملهم عليه؟ مَن سيصنع مواقف الناس ويضع أقدامهم على الطريق إن لم يكن العلماء؟وكيف يجوز أن يشكو وقوفَ الناس على الحياد السلبي من كان هو نفسُه على رأس الصامتين الواقفين على الحياد؟
أما الطامة التي لا تُغتفَر فهي مساواة موت المجرمين بموت الضحايا، حين يقول إن الموت في سوريا اليوم كعُقَاص الغنم، لا يدري القاتل فيمَ قَتل ولا المقتول فيمَ قُتل! كيف يا مولانا؟ الذين ماتوا من المجرمين ماتوا دفاعاً عن الطاغوت كما مات كفار قريش يوم بدر، بل إنهم لأشد كفراً من كفار قريش، فما سمعنا أن أحداً من القرشيين بسط صورة أبي جهل في الطريق فسجد عليها! أما الآخرون، مَوتى الثورة، فإنهم استُشهدوا في سبيل الحق ودفاعاً عن النفس والعرض ودفعاً للظلم وانتصاراً للمظلومين، وكل ذلك في سبيل الله بإذن الله. فكيف لا يدرون في أي شيء قُتلوا؟
يا سبحان الله! لقد كان هذا التشبيه طعنة نجلاء دخلت في صدر الثورة فخرجت من ظهرها، ولو أنه سُمع من بعض أبواق النظام لما غفرناه، فكيف يُسمَع من عالم كبير احترمناه وأحببناه؟ يا أيها العالم الشهير: أدرك كلمتك باعتذار كبير يليق بهذا الزلل الخطير.

الاثنين، 10 سبتمبر 2012

جيل يولد من ركام .. السيف الدمشقي





عندما يتوقف القلم عن كتابة الكلمات فليس لأن حبره قد جف وليس لأن مفردات اللغة قد غصت عن التعبير .
لكنه يعني أن الكلمات لم تعد ترتق إلى إنسانية المشهد وصارت الصورة أشد تعبيراً من الحروف والإنشاء وتدبيج الكلمات وتجميلها إنه اختصار للعبارة القائلة : بدون تعليق

السيف الدمشقي








السبت، 1 سبتمبر 2012

سكوت .. شعر وصورة















!! ... (سُـكُـــوت) ... !!
*^*^*^*^*^*^*^*^
في فُسحَةٍ مِن بَيتِنَا -مَلآى بالاخضِرار- و ياسَمِينَةٌ بِهَا .. تُزكِي ثَرَى الجُدُود
مع قِطعةٍ مِنَ الوَرَق .. وَآخِرِ الأقْلام ... وَ قَهْوَةٍ عُسُوُلهَا دَمْعٌ عَلى الخُدُود
يومٌ بدأته ضحىً .. كعاشقٍ مُشتاق ... للحظةٍ من الأمان ... دونما قيود !!
كتبت جملة بها "تحيّةُ الصباح" ... و لـم أُبـالِ أن يقال : (كُلُّهُ بُرُود)
أردتها تحيّةً لصُحبتي الأحرار ... رُغم الذي أتى لنا به <<<بنو قرود>>>
كتبتُ بِضعةً من السُّطور في سلام ... بُعَيدَها ... تَغَمَّدَ الأصابعَ الجُمُود
مَدَافِعُ تَدُكّنُا .. كَأنَّنَا عَدُو !!! هِيَ الّتي حَسِبْتُها سَتَحُرُسُ الحُدُود
تبخّرت في خاطري ملامحُ الصّباح ... بدأت رسم صورةٍ لِفِعْلَةِ الجنود
أنا ابن سوريا أنا !!! صرخت عالياً ... جَهَرتُ علّني بها سأُسمِعُ اليهود
لكن .. لم يـَعـْبَـأنْ به -من <كان> جيشنا- فقلبه أوامر .. وعَقلُهُ نُقُود
صرخت عالياً بهم .. سكوتاً .. سكوت !! أتَقْتُلُونَ عُزَّلاً و أنتُمُ حُشُود ؟!!
سكوتاً ... سكوت !! صمتاً أيا طاغوت !! كَفَاكُمُ تَخَطِّياً لِهَذِهِ الحُدُود
*^*^*^*^*^*
بقلم و عدسة : "شاعر العاصي و بردى"