يقول المثل : من راقب الناس مات هماً ولا أدري هل جاءت البعثة لتراقِب أم لتُراقَب مع مجيئهم وعلى قلتهم سبعون منهم وقد يلحق بهم عشرون آخرون بعد أن خفض النظام عددهم من خمسمائة إلى مائة فقط والله أصبحت أشفق عليهم فالنظام يراقبهم ويحاول بشتى الوسائل تضليلهم وإدخالهم في متاهات وجند لهم الآلاف لتمرير الصورة التي يريد ومن جهة أخرى الشعب السوري الثائر يراقبهم وينتظر منهم الكثير هم واقعون بين سندان الواجب وعيون الشعب الثائر وعيون العالم أجمع وبين مطرقة النظام التي هددتهم قبل مجيئهم وأرتهم عينة منذ اليوم الأول لوصولهم .
الكل يراقب المراقبين في الداخل السوري وفي الخارج العرب وغير العرب المسلمون وغير المسلمين الكل أنظاره باتجاههم وهم أجبروا على تكميم أفواههم فهناك رئيس البعثة الوحيد المصرح له بالحديث وهو الذي أتحفونا به شخص تتغنى الجامعة العربية بنزاهته ومهنيته وخبرته العسكرية السابقة مع أنه ينتمي إلى حزب البعث فرع السودان وتخرج من الكلية العسكرية في سوريا ومطلوب في أحداث دارفور وتاريخه يتحدث عنه فقد شارك البشير في انقلابه .
هل يعقل أن ترصد أكثر من ثلاثمائة نقطة تظاهر في سوريا ويكون هناك سبعون مراقبا مُراقَبون لماذا ؟
الجامعة وأمينها غير الأمين ذو التاريخ الحافل أيضا مع النظام السابق في مصر يتحدث عن سحب المظاهر المسلحة رغم استمرار القتل في كل يوم والكل يعرف كذب هذا الادعاء.
كل ذلك من أجل إعطاء مزيد من الوقت لتمرير طبختهم السياسية التي سبق الحديث عنها في مقالة الطبخة السياسية ولعبة الأمم .
ويخرج علينا رئيس المجلس الوطني برهان غليون موقعاً وثيقة العار مع هيئة التنسيق الوطني ثم ليعود كاذبا ًفينفي أنها اتفاق ويقول إنها مشروع اتفاق ثم يعود ليقول بعد انفضاح الأمر لايوجد توقيع مقدس .
أقول باختصار أيها المجلس الوطني الكريم بأعضاءه لاتسقطوا أنفسكم قبل سقوط النظام ولتأخذوا على يد كل متآمر أو كاذب أو منافق بينكم مهما علا شأنه ومهما كان يحمل من الدعم الخارجي لامكان بعد اليوم للكاذبين ولا للمتآمرين بيننا فالشعب قال كلمته ولن يتراجع لن يقبل الشعب بإسقاط أشخاص ورموز فقط لن يقبل أن يتنازل عن جيشه الحر والذي يجب أن يكون نواة الجيش السوري في المستقبل .
لايجب إعطاء دور لأشخاص من هيئة التنسيق كأمثال هيثم المناع نجم فضائية العالم والمنار صاحب النزاهة والرجل الوطني كما وصفه طالب إبراهيم الذي خرج علينا أوائل أيام الثورة ليقول أنه رفض إدخال السلاح إلى سوريا وأعطى الذريعة للنظام في حجة العصابات المسلحة التي تزود بالأسلحة من الخارج .
الثوار أقسموا وفي كل مظاهرة يقسمون أنهم لن يتراجعوا ولن يخونوا دم الشهداء ولن يسامحوا ولن يتناسوا .
الثوار هم أصحاب القرار فلتتوقفوا عن تمرير الطبخة السياسية التي تعد فلن تُقبل من أحد .
أيها المجلس الوطني لديكم سلاح أمضى وأقوى من كل أسلحة النظام والعالم أجمع إنه هذا الشعب الذي جعل دمه وروحه فداء للحرية فلاتضيعوه من أيديكم فتضيعوا.
قد يتذرع البعض بأن الهدف هو وقف القتل ونحن نقول لن يتوقف القتل طالما أننا نرفض المساومة على دم الشهداء لقد وصل النظام إلى طريق مسدود هل تعلمون أن وزير الأوقاف هدد العلماء في آخر لقاء معهم بقوله إن لم تكونوا معنا فأنتم ضدنا وأنكم إن كنتم ضدنا فأنتم تدعمون المسلحين وهددهم وتوعدهم وأن الجميع عليه التزام حديث مولانا البوطي كما قال لهم .
هل تعلمون أن إعلان الجهاد كفكرة فقط ترعب النظام بل ترعب العالم أجمع مما سيجعل العالم كله سيركع لينفذ طلباتكم فمابالكم إن بُدأ التفكير بها بجدية.
لماذا سكت المجلس الوطني عن تفجيرات دمشق والأدلة كلها تشير إلى النظام لماذا اكتفى بالإدانة لماذا لم يطالب بتحقيق دولي أو عربي على الأقل كنوع من الحرب النفسية على النظام على الأقل لماذا اكتفى المجلس بالإدانة فقط ؟
إن هناك تقصيراً كبيراً من المجلس الوطني ويجب أن يعيد حساباته من جديد وفي هيكلته وأولوياته ويجعل من نفسه خادماً لهذا الشعب مطواعاً لرغباته حتى ولو طال الأمر والمناصب تأتي بعد ذلك فهي تكليف وليست تشريف وأقول أرجوكم لاتسقطوا أنفسكم قبل سقوط النظام فالله مع هذا الشعب فكونوا مع الشعب يكن الله معكم ويجعل العالم بين أيديكم .
عاشت سوريا حرة أبية وماالنصر إلا من عند الله .
بقلم السيف الدمشقي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
للتعليق