السبت، 14 يناير 2012

شعرة معاوية وساحة الأمويين .. السيف الدمشقي



ساحة الأمويين لمن لايعرفها من غير السوريين هي أكبر ساحة في دمشق يتفرع عنها سبعة شوارع ويطل عليها عدد من المباني الحكومية والعسكرية ومنها مبنى الإذاعة والتلفزيون السوري ,منها أطل الرئيس ليخرج أمام حشد من مؤيديه ومعظمهم من الأمن والشبيحة وبعض المدفوعين أو المخدوعين الأغبياء ومن هذه الساحة التي تنادوا كثيراً لتكون ساحة اعتصام للثورة وهو شيء قد يكون صعب المنال بل شبه مستحيل في ظل الظروف الحالية ولن أدخل في تفاصيل ماقال في إطلالته هذه أو في الخطاب الذي سبقه بيوم واحد خطاب استعراض العضلات ولكن أردت أن أذكر بعض الإشارات .


هذه الساحة اسمها ساحة الأمويين وهي في عاصمة الأمويين دمشق والأمويين ودولتهم هذه الدولة الإسلامية العظيمة التي بدأت بعهد سيدنا معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه الذي قال عندما سأله أحد الأعراب : كيف حكمت أربعين عاماً ولم تحدث فتنة في الشام بينما الدنيا تغلي ؟


". فأجابه: "لو أنّ بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت، كانوا إذا مدّوها أرخيتها، وإذا أرخوها مددتها".
ويعني أنه لا يستخدم القوة في كل أحواله ولا اللين في كل أحواله بل يستخدم ما يراه مناسباً 


هذا القول الذي يتغنى به السياسيون في عصرنا الحاضر ولم يستطع أحد منهم بعده أن يطبقه ،


نعم إنه معاوية الصحابي والقائد العظيم وداهية العرب وإنها دمشق الشام العظيمة بأهلها الذين أحبوه فأطاعوه فالتفوا حوله وقد أتى إليهم من الجزيرة العربية ليسوسهم ويحكمهم ويؤسس لدولة وصلت فتوحاتها أقصى الشرق .
من هذا المكان تحديداً خرج الرئيس متحدياً متقصداً وقطع شعرة معاوية في هذه الساحة مع الجميع ابتداء من الشعب في سوريا مروراً بالدول العربية وجامعتها وانتهاء ً بقادتها ليقول هذه ساحتنا ولن نتخلى عنها ولو قاتلنا العالم أجمع.

وهذا ليس بغريب منه وإني لازلت أذكر أحد أصدقائي عندما كان يخدم في الجيش قال لي أن أحد ضباط النظام قال له : لقد حكم الأمويين أربعين سنة وكانوا يغسلون قفاهم بمياه دمشق أحرام علينا نحن أن نشربها نحن؟!!!  هذا هو تفكيرهم وهذه هي سياستهم بل هذا هو حقدهم الدفين .
قال الرئيس : هناك فارق بين الموقع والمسؤولية ولن أترك المنصب فأنا احكم بإرادة الشعب ومادام الشعب يريدني فسأستمر إلا إذا أراد الشعب أن أتنحى ……إذا كان هناك اختلافات نلجأ لصندوق الانتخابات نغير برلمان أو نغير حكومة .

نعم نغير برلمان أو حكومة فهذا بيدنا ولكننا سنبقى على صدوركم جاثمون فهو لم يرَ بعد أن الشعب لايريده بل أصبح كل يوم يزداد كرهاً له حتى صار ينادي بإعدامه.

قبل أكثر من شهر كنت أتحدث إلى أحدهم فقال لي ساخراً إنه باق ولن يتنحى فأجبته والله إني لا أريده أن يتنحى وأرغب أن يقاتل حتى النهاية كما قال فوالله لا أتمنى له إلا نهاية أسوأ من نهاية القذافي فليجلس ماشاء ولكنه سينتهي في نهاية الأمر .

أطل وقد أخرج العرب من عروبتهم وهم مافتئوا يساعدونه ويعطونه المهل علّه يفهم ويحاول أن يستوعب أن الأمر خرج عن سيطرته وحتى عن سيطرتهم إنه بيد الشعب السوري الآن إلا أنه أبى ويظن نفسه كأمريكا عندما قالت للعالم من ليس معنا فهو ضدنا وفشلت وهي أقوى دول العالم فكيف سينجح هو عندما يقول لشعبه ولحكومات العالم ذلك وهاهي الدول العربية بدأت فور انتهاء الخطاب بإعلان تطبيقها العقوبات على النظام .


هل رأيتم نظرة ووجه السفير الفرنسي عندما استقبله محافظ حمص في المستشفى بعد قتل الصحفي الفرنسي .

لقد قطع شعرة معاوية حتى مع الصامتين من الشعب المتفرجين الذين كانوا يأملون أن يخرج عليهم بمفاجأة تخرجهم من عقدة ذنب التردد والصمت وليلغي اللون الرمادي من خارطة الألوان كما محا قبله وزيره الطبل المعلم أوروبا من خارطة العالم.

أراده خطاباً يعلن فيه النصر كما روجوا له فكان خطاب إعلان الحرب على الجميع ليؤكد أنه ماضٍ في معركة الشتاء علّه يربح حربه على الشعب فيها الذي أصبح جلّه إرهابياً بنظره.

أنا لم أكن يوماً متشائماً ولكن القادم من الأيام سيحمل لنا الكثير من الآلام والضحايا وسيكون صعباً وربما قد يفوق كل ماعانيناه في عشرة شهور مضت معركتنا ليست سهلة ولن تكون فهي بحق معركة الأمة كلها


ولكن الإيمان والصبر والاحتساب عند الله هو رجاؤنا وهو أملنا وإني لأظن موقناً أن النصر بات 


قاب قوسين أو أدنى بإذن الله .

عاشت سوريا حرة أبية وماالنصر إلا من عند الله .
بقلم السيف الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للتعليق