الاثنين، 23 يناير 2012

متى يسقط النظام ؟ .. السيف الدمشقي

سقط – لن يسقط - لم يسقط  - متى يسقط ؟
هي كلمات يلهج بها الجميع من مؤيدي الثورة المتفائلين والمتشائمين والمعارضين لها والصامتين المترقبين وحتى من أعداءها في الداخل ولكن ما من أحد يستطيع الإجابة عنها بدقة .
في بدايات الثورة كنت أجلس مهموماً أشعر بأننا قد دخلنا نفقاً مظلماً لانهاية له وهي مشاعر تنتاب أي إنسان في ظروف الحياة العادية ثم مايلبث أن يخرج منها فما بالك عندما يكون الأمر متعلقاً بوطن أصاب عشقه منّا الصميم وتعلق الفؤاد به فإذا بنا نراه على هذه الحال .
ولكن سرعان ماتبدد هذا الهم وتغير الحال وصرت على يقين من زوال هذا النظام مهما طالت الفترة بالرغم من الآلام اليومية المستمرة حتى أصبحت أستيقظ في الليل أتلمس إن كان هناك خبر جديد فيه الفرج والنهاية السعيدة .


وقد كان ذلك بسبب شخص بسيط وغير مثقف يكبرني سناً دخل عليّ مكتبي حينها فرآني مهموماً بهذه الحال ففوجئت به يقول لي على بساطته الأمر انتهى قلت له مستبيناً  كيف ؟
أجابني يومها :( طالما ابتدأت فلن تعود إلى الوراء والنهاية حتمية ولابد منها هذا هو السوري وهذا هو شأنه  )كان ذلك في البدايات فأحسست عندها بقوة أعطتني دفعاً وإيماناً لم أشعر به من قبل وقلت في نفسي إذا كان هذا رأي مواطن سوري عادي بسيط فأين نحن منه ممن ندعي الثقافة والفهم والتحليل .

ولكن بقي السؤال الهام متى يسقط النظام ؟
والجواب أصبح الآن من نوع السهل الممتنع ولأن الجواب قد يدخلنا من جديد في نفق آخر مع أن الضوء في نهاية النفق بدأ يلوح.

والجواب : يسقط النظام عندما تتوقف العجلة عن الدوران ..فماذا يعني ذلك؟.

لقد راهن الكثير على تدخل العرب والغرب فأصيبوا بخيبة الأمل وكنت أكتب دائماً لا تراهنوا على أحد إلا الله وحده وعلى هذا الشعب وفي كل يوم تثبت هذه النظرية صحتها فلم نحصد من العرب إلا الاستنكار والامتعاض والمهل ومن الغرب لم نجد سوى البيانات والتصريحات وبعض العقوبات والأخيرة هي المقصد والتي وإن أثرت على الشعب السوري وأنهكته ومع ذلك أظهر صبراً وعناداً للوصول إلى الحرية المنشودة ولكنّها أصابت النظام في مقتل.
لقد أيقن الغرب منذ البداية أن لاعودة إلى الوراء بالنسبة للشعب السوري ولكنهم دائما ينادون ويشددون على انتقال سلس وسلمي للسلطة منذ أن باركوا الانتقال السلس من الأب إلى الابن وحتى الآن يقولون من حق الشعب السوري انتقال سلمي للسلطة ولهذا اتبع الغرب سياسة إيقاف العجلة عن الدوران فمرر العقوبات لاستنزاف الموارد المالية للنظام وفي نفس الوقت عملياً يعطي النظام مهلة طويلة الأمد قد تنجيه من السقوط إن وجد حلاً ويعطي أيضاً الفرصة للغرب و أمريكا لإعادة حساباتهم في المنطقة في ظل التطور الطارئ وغير المتوقع في سوريا على هذا النحو والتي تعد ثورتها الأخطر بين الثورات العربية فيعيدوا ترتيب الأوراق وتوازنات القوى .

إلا أن النظام باعتماده الحل الأمني كطريق لا ثاني له ورفضه أي خيار آخر جعل الثوار ينتقلون مرحلة بعد مرحلة حتى وصلوا إلى مرحلة المطالبة بإعدام الرئيس وبالتالي بدأ النظام يخسر تدريجياً الخيارات الأخرى وأدخل نفسه دوامة من الصعب عليه الخروج منها سالماً بأي حال وهكذا نجح الغرب وأمريكا عن طريق رفضه التدخل العسكري المباشر وغير المباشر وذلك بإيكال الأمر إلى الجامعة العربية من جهة والتذرع بحجة عدم توحد المعارضة والخوف من الحرب الأهلية وأن على المعارضة أن تضم إليها الأقليات كافة واستقرار المنطقة  والفيتو الروسي والصيني كل ذلك للوصول إلى إعادة تشكيل الورقة السورية وإنهاك الدولة بشكل كامل واستنزاف كل مواردها الاقتصادية قبل السقوط النهائي للنظام وهذا أعطى الفرصة لترتيب قوى سياسية خفية في الداخل السوري لم تظهر للعلن بعد وبعضها يتم الآن تحت جناح النظام الحالي نفسه عن طريق تشكيل أحزاب في الواقع لاتختلف كثيراً عن حزب البعث إن لم تكن من رحمه وإن تلونت والتي ستكون حجرة عثرة أمام أي مشروع حقيقي للبناء الديمقراطي الحقيقي في المستقبل وربما ستكون مدعومة في المستقبل من القوى الغربية ذاتها وهذا قد يفسر عودة السفراء الأمريكي والفرنسي الأخيرة هذا إضافة إلى حاجة الدولة السورية المستقبلية سنوات وسنوات لإعادة البناء وبالتالي يمكن التأثير عليها عربياً ودولياً عن طريق رشوة القوى السياسية .

لقد أصبحت العجلة تدور ببطء شديد فمع ظهور تأثير العقوبات واستمرار الإضراب في كثير من المناطق واستمرار الإنفاق على الحل الأمني بدأت الليرة السورية في التهاوي تدريجياً وأوقفت المشاريع الجديدة في كل الوزارات للعام 2012 م وتم الطلب من الوزارات تخفيض إنفاقها وبدأت الدولة برفع الأسعار تدريجياً وربما سنشهد قريباً عجزها عن دفع رواتب الموظفين وهنا أعتقد أنها ستكون القشة التي ستقصم ظهر النظام تماماً وتتوقف العجلة نهائيا ًوهي ستكون إعلان السقوط النهائي للنظام وسنشهد عندها تدخلاً حتمياً عربياً و غربياً و تركياً والذي بدأ أمس مع طرح ماسمي بالمبادرة العربية على غرار المبادرة اليمنية التي نجح خلالها الرئيس اليمني من الخروج سالماً ولكنّي لا أعتقد أنها ستنجح سورياً ولكنها ستكون البداية فقط مع ملاحظة سحب مراقبي أقوى وأكبر دولة خليجية وهي المملكة العربية السعودية .

عاشت سوريا حرة أبية وماالنصر إلا من عند الله .
بقلم السيف الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للتعليق