الخميس، 17 نوفمبر 2011

شكري القوتلي الرئيس الأسبق والثورة السورية ... السيف الدمشقي

شكري القوتلي رحمه الله تعالى وهو أحد رؤساء سوريا السابقين و بعدما وقع اتفاق الوحدة بين سوريا ومصر قال شكري القوتلي لعبد الناصر بلهجته العالية :
ها.. أنت لا تعرف ماذا أخذت يا سيادة الرئيس! أنت أخذت شعباً يعتقد كل من فيه أنه سياسي. ويعتقد خمسون في المئة من ناسه أنهم زعماء. ويعتقد خمسة وعشرون في المئة منهم أنهم أنبياء.
وهناك عشرة في المئة على الأقل يعتقدون أنهم آلهة. وأضاف:
 
أخذت ناساً فيهم من يعبد الله، وفيهم من يعبد النار، وفيهم من يعبد الشيطان.
ونظر جمال عبد الناصر الى شكري القوتلي وقال ضاحكاً:
لماذا لم تقل لي ذلك قبل أن أوقع الاتفاق ؟
 
في اليوم التالي للتوقيع نُشرت في إحدى الصحف الفرنسية صورة كاريكاتيرية يبدو فيها جمال عبد الناصر ومِن ورائه اثني عشر مصرياً وأربعة قرود من حوله وكان عدد سكان مصر في ذلك الوقت اثني عشر مليونا ً وعدد سكان سوريا وقتئذ أربعة ملايين نسمة.

نعم لقد ثار الشعب في سوريا ولايمكن لأحد أن يوقفه بعد أن عيل صبره على هذا النظام فثار وانتفض على أقسى نظام قمعي عرفه التاريخ الحديث ولقد رأينا أشكالاً مختلفة للمشاركة في هذه الثورة ابتداء من الصمت المطبق من شدة الخوف إلى التظاهرات العارمة وما يترافق معها من القتل وحملات القمع والاعتقالات  ومابينهما  فالكل ثائر ولكن على طريقته فمنذ يومين كنت أشاهد مقطع على اليوتيوب يعرض أماكن توزيع ولصق نعوة للرئيس فقد لصقوا تلك النعوات في المناطق المختلفة في كفرسوسة بدمشق وقبلهم من فعلها في حمص وبدأت أستعرض في ذهني أشكال الثورة المختلفة فمنهم من كان قد صبغ البحرات في مدينة دمشق باللون الأحمر ومنهم من يقوم بالاتصال على الجهات الحكومية لاستفزاز عناصر الأمن والمسؤولين فيها ومنهم من يطلق أضواء الليزر على قصر الشعب ليلا ً ومنهم من يكبّر ومنهم من يزرع مكبرات الصوت في الأحياء تصدح بأناشيد الثورة ومنهم من علّق لافتات تدعم الثورة في الجامعات وعلى الجسور ومنهم من جلس يكتب ويعلِّق في المواقع المختلفة دعماً للثورة ومنهم من جلس يفند أكاذيب النظام وإعلامه ومنهم من أنشد للثورة ومنهم من رسم ومن جسّد مايحصل بمقاطع ساخرة والأصل والفضل في ذلك كله يعود لكل بطل خرج بصدره العاري مضحياً بروحه ليصرخ بصوته لن نرض الذل بعد اليوم.

 أشكال وأشكال مختلفة لاحصر لها من ثورة هذا الشعب وفي كل يوم نشاهد شيئا ً مختلفا ًنعم لقد أرهق فيها السوريون هذا النظام وأزلامه فهل يتعظ هذا النظام ويتوقف ؟ لا أعتقد لأنه لو قرأ التاريخ القريب لسوريا والسوريين جيداً لما فعل مافعل ولما وصل إلى ما وصل إليه.
نعم لقد قالها الرئيس شكري القوتلي مازحا ً لعبد الناصر ولكنها كانت رسالة ربما لم يفهمها أنذاك عبد الناصر والذي لم يدم حكمه في سوريا ثلاث سنوات فالقوتلي رحمه الله وبسبب اشتداد الفكر القومي في ذلك الوقت وأمل الجماهير بأي وحدة تكون بذرة لوحدة أكبر تنازل القوتلي عن الرئاسة طواعيةً في سابقةلم يفعلها غيره في العصر الحديث على الأقل , وذلك في سبيل الهدف الأسمى كما كان يُعتقد آنذاك نعم تنازل وهذه هي الوطنية وهذا هو الحب والعشق للوطن أن تبتعد وتتنازل وتضحي بالمنصب حين تتطلب التضحية منّا ذلك ومهما قيل عن هذا الإنسان أو نسب إليه من سوء لكنْ على الأقل هذه السابقة تحسب له.

لقد عاشت دمشق عبر تاريخها وهي أقدم عاصمة مأهولة في التاريخ البشري لا يأبه شعبها من يحكمه ويقوده حتى ولو جاءها من خارج أرضها ( من معاوية بن أبي سفيان إلى صلاح الدين الأيوبي إلى الأمراء العثمانيين ) شرط أن يحقق لهم العدالة والحرية والكرامة ودمشق ولو صبرت على حاكمها وأعطته الفرصة تلو الفرصة , لكنْ إذا تحرك المارد فيها فلن يوقفه شيء هذا ماعرفته فرنسا من قبل وهذا ماسيعرفه هذا النظام الذي لم يقرأ التاريخ .
واسمعوا بعض ماقيل عن أهل الشام :
 قال الإمام علي رضي الله عنه : لو أعطاني معاوية رجل من الشام وأخذ مائة من العراق لقبلت.
وقال هتلر: أعطني جندي سوري وسلاح ألماني وسوف أجعل أوروبا تزحَفُ على أناملها...
وقال الملك عبد العزيز: سوريا لا تحتاج الى رجال فرجالها أهل ثبات ...
وقال فيديل :الفرنسيون حمقى لانهم احتلوا دولة شعبها لا يمَلُّ ولا يضْعُف ...
قال صدام حسين :في كل نقطة دم سوريّة يولَدُ مجاهد ...
قال كيسنجر :لايوجد ...ولم ...أجد في حياتي أعنَدَ منْ رجالِ سوريا ... 
والنبي صلوات الله وسلامه قال ماقال في الشام وأهلها فهل من متعظ وهل من قارئ للتاريخ .

بقلم السيف الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للتعليق