الأربعاء، 9 نوفمبر 2011

أيتها القنوات المغرضة كفوا عنا .... السيف الدمشقي


في كل يوم من أيام الثورة السورية نتقلب بين القنوات الفضائية المختلفة لمتابعة أخبار مايحدث في سوريا والقنوات هي الاوسع انتشارا ً لدى جميع الشرائح على اختلاف أطيافها ومستواها الثقافي والعلمي وذلك بالمقارنة مع من يستخدم الشبكة العنكبوتية .

فالقنوات هي الأسهل والأقرب فهي تقدم صورة وخبر, كمن يذهب لشراء وجبة جاهزة سريعة للتناول دون الاهتمام بتفاصيل ومكونات الوجبة أو معرفة هوية من أعد له هذه الوجبة , وهنا تكمن الخطورة حيث يتم استغلال الحدث أياً كان حجمه لتمرير الأفكار والأجندات التي تخدم الجهة التي تقدم لنا هذه الوجبة فبالتأكيد لن يكون الجميع لديه القدرة على التحليل والنقد والتحقيق ومعرفة الدوافع والكوامن وراء تقديم الخبر بهذه الطريقة أو تلك وحجم المصداقية لهذا الخبر أو ذاك.

وفي حالتنا السورية أصبح هناك تقسيماً بين القنوات التي تعنى بالأخبار وبالحدث السوري خاصة بين قنوات مغرضة وقنوات المصداقية وبالطبع فمن قام بهذا الفرز هو النظام وإعلامه وكل يوم تخرج قنوات المصداقية السورية ( الفضائية السورية – والإخبارية السورية – والدنيا ) وتنادي عبر ضيوفها باستمرار ... أيتها القنوات المغرضة كفوا عنا كفوا عن السوريين كفاكم تحريضا ً ويحددون أسماءها ( الجزيرة – والعربية و BBC العربية  وغيرها ) .

نعم نحن نعرف هذه القنوات قبل بدء الأحداث في سوريا ونعرف توجهاتها ولمن تتبع ولكن السؤال لماذا لم يسمح النظام لهم بالدخول لتغطية الأحداث منذ البداية ليكونوا عونا له في كشف العصابات المسلحة حسب زعمه ؟

والجواب بديهي لدى القنوات المغرضة لأنه يخشى فضح أمره وكذبه وجرائمه وحتى عندما سمح لهم بالدخول في فترات سابقة كان تحت إشراف ورقابة تعد الأنفاس على المراسلين ولاتسمح لهم بالالتقاء بالناس حسبما يرغبون وفي المناطق والأماكن التي حددوها لهم مسبقاً .

أما جواب قنوات المصداقية وأبواق النظام : أنه لم يسمح لهذه القنوات بالدخول لأنهم سيستغلون الأحداث لزيادة التأجيج والتحريض والكذب ولأنهم لايستطيعون ضمان أمن مراسليهم وإذا كان هذا حال القنوات وهي خارج مناطق الأحداث فكيف إذا أصبحوا داخلها ؟.

وهنا نقول لقنوات المصداقية لماذا مراسليكم دائما في أمان ولم نسمع عن حوادث تتعلق بمراسليكم إلا في حالات نادرة لاتكاد تذكر؟

لماذا تطلع علينا قنوات المصداقية بأخبارها عن عدم خروج مظاهرات في مناطق عدة لنكتشف خروج هذه المظاهرات فعلاً ؟.

إذا كانت القنوات المغرضة تكذب وتقوم برفع أعداد المشاركين في المظاهرات فلماذا تقومون أنتم بخفضها؟.

لماذا يطلع علينا أحد الموقوفين ليعترف بقتله لمتظاهرين في دوما لاتهام الأمن ويقول أنه اكتشف أسماء من قتلهم بالأمس من نعوة ملصقة على باب  المسجد وهو داخل ليصلي صلاة الظهر؟

 لماذا يظهر أحد الموقوفين ليقول إن المتظاهرين كان يوزع عليهم ساندويتشات من الكباب المحشو بحبوب الهلوسة ومغلفة بورقة نقدية بقيمة خمسمائة ليرة في مدينة خرج فيها لايقل عن خمسمائة الف متظاهر في أقل التقديرات؟.

وبعد أن ضربت المساجد والمآذن في دير الزور لماذا يخرج أحد الموقوفين من درعا ليقول أنهم كانوا يدبرون الأمر لتفخيخ المآذن في درعا وتفجيرها لاتهام الأمن والجيش ؟.

لماذا تظهر زينب الحصني فجأة بعد اكتشافها لموتها عبر القنوات المغرضة وموت أخيها لتذهب إلى فرع الامن لتخبر قصتها بدل أن تذهب إلى أحضان أمها؟.

لماذا يخرج مذيع في قناة الدنيا ليقول ( هل تعرفون لماذا الاقتصاد السوري بخير.. لأن الرزق على الله ) ونعم بالله ؟

لماذا نقرأ على الشريط الاخباري للاخبارية السورية الخبر التالي : رغم الكمية التي رشق بها فورد بالبيض فإن صادراتنا تجاوزت 20 مليار ليرة سورية ؟.

وهذا غيض من فيض ..

 ولكنها كلمة حق تقال أن قنوات المصداقية وإن اعترفت عبر ضيوفها بضعف الإعلام الرسمي في مواجهة المؤامرة الكونية لهذا أصبح واجباً علينا جميعاً أن نضم صوتنا إلى صوت قنوات المصداقية وأن نقول للقنوات المغرضة :

كفوا عنا .. كفوا عنا .. فيكفينا غباء هذا الإعلام داعماً وناصراً لنا.

بقلم السيف الدمشقي



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للتعليق