في صباح هذا اليوم سمعت خبر إطلاق
قذائف صاروخية على مقر حزب البعث في دمشق وبغض النظر عمن أطلق هذه القذائف سواء من
الجيش السوري الحر أو ربما محاولة من النظام في سوريا لجر أتباع الحزب للقتال معه
إلا أنه مهما كان الأمر فالنتيجة واحدة فعندما سمعت الخبر تذكرت قصة حدثت معي في
عام 1994 م في الوقت الذي مات فيه باسل الأسد
كنت وأحد أصدقائي نمشي بجانب مقر حزب البعث بدمشق وكانت أصوات القرآن الكريم
تخرج من مبنى الحزب حيث كانوا يتقبلون التعازي فيه فالتفت إلى صديقي وقلت له ما
رأيك أنه سيأتي يوم من الأيام وسنضم هذا المبنى إلى المسجد الذي يلاصقه فأمسك بيدي
بقوة وقال لي أخفض صوتك تريد أن تضيّعَنا ( قالها بالعامية شو بدك تروّحنا دبلَّكة
) ثم عاد يسألني مستغرباً بصوت خافت مالذي حدا بك لأن تقول هذا القول فقلت له هل
كنتَ يوماً تظن حتى في مخيلتك أن تخرج أصوات تلاوة القرآن من هذا المكان ؟ فأجابني
لا والله أبداً فقلت : إنها حكمة الله وإشارة منه وكأنه يقول لنا ألا ترون عجائب قدرتي وأردفت قائلاً
إنهم يرونه بعيداً ونراه قريباً بإذن الله وقد كنت بالأمس أشاهد مقطعاً لشهيد
وأبوه يقول بجانبه الحمد لله أن شرّفنيَ الله باستشهادك ومذيع الجزيرة بالكاد يمسك
نفسه عن البكاء فقلت هكذا
شعب لايخذله الله أبداً .
فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (5)
إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6) وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7)
سورة المعارج
بقلم السيف الدمشقي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
للتعليق