عدت بالذاكرة إلى يوم 25 -8-2011
م وهو اليوم الموافق للخامس من رمضان من هذا العام وهو اليوم الذي أقام فيه الرئيس
مأدبة للسادة العلماء وأرباب الشعائر الدينية - بحسب تعابيرهم- وذلك حسب العادة
السنوية ولم أعلق حينها على هذا الموضوع وذلك بسبب اشمئزازي من الطريقة التي وقف
فيها بين العلماء يخاطبهم وكأنه يعلمهم أمور الدين ويهاجم فيه علماء من دون
أن يذكر أسماءهم علماءَ نُجلُّهم ونحترمهم
طبعاً ومع أنني أكن كل الود والتقدير والاحترام لمن لم يحضر ولو تذرع بأية حجة
ولكني شخصيا ًلم ولن أهاجم أو أنتقص ممن كان يجلس على جانبيه ولو خالفونا وناصبونا
العداء و لا أعتب على بقية من حضر رغم التعليقات الكثيرة بعدها والتي نشرت والمنزعجة
والمهاجمة لأصحاب العمائم الذين حضروا تلك المأدبة وجلسوا مستمعين كطلاب أمام مدرسٍ
وذلك لأني على يقين تام أن حكمة الشيوخ لا تتوافق دائما ًمع عنفوان الشباب الثائر
وفي كلٍّ حق .
وتعلمنا على يدي العلماء:
أن النبي عندما هاجر إلى المدينة
اتخذ جميع الأساليب الدنيوية التي تقيه غدر المشركين وتتبعهم له مع توكله الكامل
على الله عز وجل لأنه يعلِّم نهجاً يستطيع السواد الأعظم من الأمة اتباعه ولكنه لم
ينكر أبدا ً عنفوان سيدنا عمر رضي الله عنه عندما هاجر وهو القوي الشديد فقال إني
ذاهب فمن أراد أن تَثْكلْه أمُّه فليتبعني ويقصد المشركين طبعا ً .
ومازلت أذكر أنني كنت دائما ً ماأسمع
في دروس الدكتور البوطي قصة الإمام العالِم الذي طلب منه الملك فتوى فرفض الإمام وقال
للملك لو أجبرتني سلطت عليك هذين وكان وراء الملك حيوانين كاسرين محنطين ولما نظر
إليهما الملك خاف وعاد .
وعود على بدء لماذا اليوم أكتب وأعلق على موضوع قد مضى ؟
لقد استفزني منذ أيام مقطع على
اليوتيوب عن حديث الرئيس للسادة العلماء في ذلك اليوم ويستشهدون بكلامه ويتهمون
فيه كل من السادة العلماء كريم راجح وأسامة الرفاعي وسارية الرفاعي بشكل محدد
باعتبارهم محرضين وشركاء بالدم وبالطبع يثنون على الدكتور البوطي وطريقته وآرائه
ولمن أراد مشاهدته فعلى الرابط التالي:
وهنا أردت أن أسرد وأعلق على بعض ماقاله
الرئيس آنذاك .
قال الرئيس : الأزمة هي أزمة
أخلاق من الطرفين .
ويقصد بذلك كل من المتظاهرين
والأمن – والناس والعلماء من جهة
والمسؤولين من جهة أخرى
قال الرئيس : لماذا نعتصم بحبل
الله جميعا ؟ بداية لما
يريد أن يصل إليه .
وقال الرئيس : عندما نصبح كلنا محمديين
تنتهي المشكلة. ؟؟؟؟؟
علامات استفهام كثيرة
قال الرئيس : الدين جاء ليكرس
الأخلاق. ...كلام حق ماذا
يراد منه؟
قال الرئيس : بخصوص مئذنة دير
الزور الذين قالوا إن الجيش قصفها أنا
أقول أن القوات لم تستعمل منذ أول يوم ولن تستعمل السلاح الثقيل والمتوسط ولو قصفت المئذنة بمدفع لأدت لتفتيتها كاملة والمئذنة
كانت مفخخة ولو كان أي إرهابي داخل المئذنة لأصابه أي جندي برشاش أو بندقية وأنا
عسكري وأعرف هذه الأمور ورميت بالدبابة .
وهذا الأمر بات محسوما ًللجميع
لاداعي لأن يتم التعليق عليه والفيديوهات المنشورة أكبر رد.
قال الرئيس : لنذهب أبعد من ذلك
لنفترض أن شخص لم يقدِّر - شخص كافر - وقام بضرب هذه المئذنة وشخص أخر أتى بشخص
وقال له قل لا إله إلا بشار وشخص ثالث أتى بصورتي وقال اركع عليها والصورة الرابعة
التي تحدث عنها البوطي مجموعة وضعت صورتي وركعت على الصورة.
قال الرئيس : يأتي شخص ويقول
الأمن يكفر .. الأمن آلاف عشرات الآلاف مئات الآلاف ,هذا كافر كفر عن نفسه
والحالات الفردية يجب أن لا تؤثر فينا.
الأخطاء موجودة وأن المخطئ يستحق العقوبة لأنه
أساء للرئيس وللمؤسسة ولكن ماذا سنستفيد إن سجناه شهر ثم خرج كافرا .
وهنا أقول وأعلق:
إذا كانت المشكلة مشكلة أخلاق بحسب رأيه وهذه أخطاء فردية وليست منهجا ً هل
يمكن أن يفسر لنا إذن لماذا كلما دخل الأمن والجيش إلى مكان انتشرت هذه الأخطاء
الفردية على الجدران وفي المقاطع المصورة ؟ .
أيها الرئيس المنزه عن الخطأ لماذا لم تستطع أن تقول أنك ترفض هذه الأخطاء
بدل توصيفها وتحجيمها ولمَ لم تعتذر عنها ولم تعلن على الأقل تبرأك منها
وعدم قبولك لها من أي كان وأنت القائد العام للجيش والقوات المسلحة ورئيس
الجمهورية والأمين العام للحزب الحاكم لماذا لم تعلنها أمام الملأ بأنك لم ولن
تسمح بهذه الأخطاء.
ألم تعلم أيها الرئيس أن هذه الأخطاء لم تسئ للرئيس ولا للمؤسسة العسكرية بحسب
قولك ولكنها أساءت إلى أمة بكاملها وليس في سوريا فقط بل تعدتها إلى كل العالم .
قال الرئيس : أكثر حرية دينية موجودة في سوريا ....وهنا أترك للقراء الأعزاء أن يعلقوا .
قال الرئيس : معروف إن عدد المساجد منذ الدولة الأموية وحتى
عام 1970 بلغت 4000 مسجد ومن عام 1970 وحتى الآن بني 7000 مسجد ....
بني 7000 مسجد خلال 40 عام في هذا العهد الميمون وهذا العهد الميمون أحسن
من كل العهود التي سبقتها من الدولة الأموية وحتى مجيء هذا العهد وأول مرة أكتشف
أننا بنعمة كبيرة وبفضلهم وكأن الدولة في
عهدهم الميمون هي من بَنَت المساجد وليس أهل سوريا وأهل الخير والتجار هم من بنوها
ولطالما تفاخرنا نحن السوريون بهذا الأمر واعتبرناه ميزة نتميز بها عن سائر الدول
الإسلامية.
وأن الدولة لم تقم ببناء أي مسجد حسب علمي وكل مسجد تضع الدولة يدها فيه
يتوقف وهذا مجمع يلبغا في دمشق أكبر مثال والمشكلة
دائما ًمشكلة أخلاق بحسب رأيه
واكتشف الرئيس : نتيجة الأخطاء
خلال الأزمة أنه لم تتم مأسسة العمل الديني حتى هذه اللحظة
يعني أنه يجب تحويل العمل الديني إلى مؤسسة يكون كل من فيها موظف يتبع هوى
الدولة ويأتمر بأمرها أنا شخصياً هكذا فهمت.
قال الرئيس : أولا المنبر له مهمة
واحدة ...المنبر مهمته الدعوة إلى الله عز وجل وليس مكان التعبير عن مكنونات النفس
المنبر ليس ملكاً للشيخ .
وحسب علمي أنه من المنابر كانت تحرك الجيوش وتخطب القادة وتعرض مشاكل
الامة هكذا تعلمنا من كتب ودروس الدكتور البوطي وبقية السادة العلماء.
قال الرئيس : القضية ليس أن يقول كلام صحيح (
يقصد خطيب المنبر ) ولكن كيف يفهمه الناس
وقال الرئيس : هناك نوع آخر من
الشيوخ ناقشهم في أمور عدة وهم مقتنعون برأيه مثل حرمة التظاهر وعندما قال لهم
لماذا لاتخرجوا وتقولوا هذا الكلام للناس أجابوه بما معناه لايريد أي الشيخ
أن يخسر شعبيته ..
أول مرة نسمع في سوريا عن شيوخ تخشى على شعبيتها وقال أنه فهم مامعناه..
يعني يحتمل الخطأ والصواب
وهو قرر حرمة التظاهر يعني إذا قلنا أن التظاهر حرام لازم الكل يسمع
الكلمة يعني الرئيس عم يوحد كلمة المسلمين على رأي واحد.
قال الرئيس : هذه النماذج لا
نريدها في العمل الديني أو على الأقل نريد أن نصلحها فكما أن هناك عنصر أمن بحاجة
لإصلاح فهناك رجل دين بحاجة إلى إصلاح لكي يعود إلى الطريق القويم , ولابد من
توصيف العمل الديني ولابد من توصيف المنابر .
... قيل هذا الكلام قبل 24 ساعة من اقتحام مسجد الرفاعي في كفرسوسة بدمشق
والاعتداء على المسجد وعلى الشيخ أسامة الرفاعي وإصابته .والقضية حسب ما أعتقد أيها
الرئيس ليس أن يقول الرئيس كلاماً صحيحاً ولكن كيف يفهمه الأمن ويطبقه .
قال الرئيس : العالم بدون أخلاق
لانريده.
أول مرة نسمع عن علماء دين وخطباء منابر في سوريا بدون أخلاق والسؤال من
سيميز العالم إذا كان بأخلاق أو بدون أخلاق في حالة وجوده .
قال الرئيس : إن المواطنين
استغلوا الأحداث لعدم دفع فواتير الكهرباء وبدأوا بالمخالفات نتيجة انشغال الأمن .
طبعاً يقصد أن السبب هو أزمة الأخلاق يعني الناس التي ليست لديها أخلاق استغلت
انشغال الأمن وانشغال الدولة فلم يدفعوا الفواتير وبدؤوا يرتكبون المخالفات.
والحقيقة أن الناس الذين لم
يدفعوا فواتير الكهرباء لأن المال يذهب للرصاص الذي يقتل أبناء الأمة
وقام البعض بالمخالفات لأن هناك
فساد طوال السنين وعلى كافة الصعد من المسؤولين جعل بعض الناس تستغل هذا الظرف لأن
المخالفات في هذه المرحلة تحدث بدون دفع رشاوى للمسؤولين فالأزمة هنا أزمة فساد سببها السلطة وليس أزمة
أخلاق .
فأخلاق الشعب السوري معروفة في كل الدنيا ومانشأ من أخلاق فاسدة ماكانت
إلا في عهد العصابات الأمنية والمسؤولين الفاسدين .
في النهاية أقول : عذراً أيها الرئيس فهذه ثورة وليست أزمة أخلاق وإذا كان
هناك من أزمة فأزمتكم وأزمة العصابة الأمنية الفاسدة مع الثورة والثوار.
بقلم السيف الدمشقي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
للتعليق