إذا كان قلم الرصاص يستخدم للرسم
والكتابة وأهم مزاياه أنه يمكننا أن نعدل أو نمحو ماكتبناه فيه دون أن نترك أثراً
لما كتبناه فإن القلم بحد ذاته يكون أقوى من الرصاص عندما يصيب الخصوم في مقتل أو
عندما يعريهم ويفضحهم .
معظمنا يعرف برنامج قلم رصاص
للإعلامي الشهير حمدي قنديل والذي اشتهر فيه بانتقاداته اللاذعة للأنظمة العربية
المتخاذلة أمام معظم القضايا العربية الهامة وعلى رأسها قضية فلسطين وكلّفه ذلك
الانتقال من محطة إلى أخرى وكنّا نتابعه بمنتهى الشغف كونه يصرخ بما كنا لانستطيعه
نحن ويعبر بطريقته اللاذعة عن مكامن نفوس معظم الشعوب العربية ونحن وإن كنا نفهم
توجهه القومي العروبي لكننا نعتقد أنه وبعد مضي كل هذه السنين الطويلة اتضح بما
لايدع مجالاً للشك أن جميع الأنظمة التي استخدمت هذه الشعارات وتبنتها جعلت هذه
الشعارات مطية للاستبداد والقمع والالتفاف حتى على مضمون هذه الشعارات بل أصابتها
في مقتل ومع بدء الثورة السورية وحتى الآن لم نكد نسمع منه أي تعليق بل لقد
شاهدناه منذ أشهر يحضر حفلاً في لبنان أثناء خطاب لحسن نصر الله.
وعلى كل حال فمنذ أيام وفجأة ظهر
حمدي قنديل على قناة التحرير المصرية والذي أصبح يقدم برامجه فيها ويبدو أنه أخرج
قلمه أخيرا ً ليطلق الرصاص ولكن هذه المرة باتجاه النظام في سوريا بعد أن نُشر على
لسانه تصريحا ً كاذبا ً في أحد المواقع الموالية للنظام وبما أنه بذل جهده ونفى
التصريح وطلب من الموقع السوري الموالي نفي التصريح وحتى باستخدام وساطة بعض
أصدقاءه اللبنانيين المقربين للقيادة السورية ولكن دون جدوى .
وهذا هو رابط حديثه على قناة
التحرير:
ومع أنه في معرض حديثه حاول بقصد
أو بدون قصد تلميع صورة الرئيس وحاول أيضا ًإيصال رسالة مفادها أن الحل يجب أن
يكون سوريا ًوعبر الرئيس نفسه بغطاء عربي منعاً لتدخل دولي , ومع أن هذا الخروج عن
الصمت جاء متأخرا ً جدا ًمن صاحب قلم من رصاص وبغض النظر عن إن كان هذا الخروج
بسبب وخز الضمير أم محاولة لحفظ ماء الوجه مع التحولات الكبيرة بعد أكثر من ثمانية
أشهر من عمر الثورة ولكننا نبارك هذا التحول وأي تحول يصب في مصلحة الثورة ونقول أن
تصل متأخرا ً خير من أن لاتأتي وعلى كل حال مايعنينا في الأمر شيئين اثنين :
الأول : هو تبيان كيفية استخدام
الشبيحة الإعلاميين المرتبطين والتابعين للنظام بشكل مباشر شعبية هذا الإعلامي عن
طريق نشر تصريح على لسانه كذبا ً قد يساعدهم في تقويض هذه الثورة وتكريس فكرة
المؤامرة وذلك دون موافقته وعلمه يعني كما يقال بالعامية الشامية ( من باب المونة
) باعتباره أحد أصدقاء المقاومة والممانعة وهذا دليل على الطريقة التي يتعامل فيها
النظام في معركته الإعلامية.
الثاني : أنه بالرغم من مضي كل
هذه الفترة التي حاول فيها النظام اللعب على عامل كسب الوقت في محاولة تمرير
أكذوبة المؤامرة الكونية إلا أنه أغرق نفسه تدريجيا ً فخسر الشرفاء بالتدريج وحتى
أولئك الذين يملكون الحد الأدنى من الأخلاق بل وبدأ يحرج الصامتين عنه طوال الفترة
السابقة وخصوصا ًممن كانوا أصدقاء له بسبب إيمانهم بالقضايا العربية والقومية .
وهذا يدفعنا للقول أنه كلما زاد
صبرنا واشتد ثباتنا وإيماننا بالله وبقضيتنا كلما تقدمنا خطوات على طريق الحرية
واستطعنا أن نجعله يخسر أصدقاءه وموالوه والمخدوعين به وهو الشعار الذي وضعه الشعب نصب عينيه أن لا تراجع
ولااستسلام ننتصر أو نموت .
وموعدنا على طريق النصر القادم وعاشت
سورية حرة أبية .
بقلم السيف الدمشقي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
للتعليق