قد يظن البعض أن هذا الكلام قد قيل في مجزرة الحولة ولكن إقرأ حتى النهاية واعرف الجواب عنها: ء
في
هذه اللحظات العصيبة تبدو مسؤوليتنا جسيمة في تقديم اجابة جادة وحاسمة عن
التساؤلات
الحائرة في ذهن كل مواطن وهي.. كيف ننقذ شعبنا من براثن هذه الوحشية
المتجبرة…
كيف يمكن لنا ان نقدم الرد
المناسب على الجرائم ونحن نرى جثث الأطفال وأشلاءهم تتناثر في كل مكان ونلمح في
عيون من بقي منهم حيا ملامح الذعر التي تختلط بالرجاء في ان تمتد اليهم يد جسورة
تنقذهم من مصيرهم المحتوم بعد أن افتقدوا الأمان.
الفرق
بين المقاومة والإرهاب.. الأول يريد السلام والثاني يريد الحرب.. الأول أجبر على
القتال دفاعاً عن حقوقه والثاني بني على القتل والاعتداء على الآخرين..
أن
الزمن الذي راهنوا عليه خذلهم كما خذلتهم آلتهم العسكرية الضخمة بغض النظر عن حجم
التدمير وبغض النظر عن مقدار الإجرام.. فهذا ليس بطولة..
وبما
اننا اصحاب ذاكرة غنية لأننا أهل التاريخ ومالكو الأرض.. فسنعدهم بأننا سنبقى
نتذكر والأهم من ذلك هو أننا سنحرص على أن يتذكر أبناؤنا أيضاً سنخبىء لهم صور
الأطفال …. وجروحهم المفتوحة ودماءهم النازفة فوق ألعابهم وسنخبرهم عن
الشهداء والثكالى والأرامل والمعاقين وسنعلمهم بأن المؤمن القوي خير وأحب الى الله
من المؤمن الضعيف وأن العين بالعين والسن بالسن والبادىء أظلم وأن ما أخذ بالقوة
لا يسترد بغير القوة.
وسنشرح
لهم بأن من يفقد ذاكرة الماضي سيفقد المستقبل وسنعلق على جدران غرفهم لوحة نكتب
عليها شعاراً لكل طفل قادم إلى الحياة يقول له لا تنس ليكبر الطفل ويقول لهم لن
أنسى ولن أغفر.
أن ما يقومون به وما يرتكبونه من جرائم حرب لن ينتج لهم سوى اجيال قادمة أشد عداء مناعتها تتطور وإرادتها تتصلب بوتيرة أسرع وبشدة أكثر فتكاً من تطور وقوتهم العسكرية وهذا يعني بمعادلة الواقعية بأنه مع كل
طفل يقتل يولد مقابله عشرات المقاومين
.. وهذا يعني أيضاً أنهم يحفرون
بأيديهم
قبوراً لأبنائهم وأحفادهم.
فلديهم
الخيار اليوم ليزرعوا ما يشاؤون للمستقبل خيراً أو شراً.. ولكن بعد ذلك لن يكون
لهم الخيار في تحديد نوع الحصاد.. فلقد زرعوا الدماء ولن يحصدوا غيرها والنبتة
عندما تنضج ستكون أكبر من البذرة التي أنبتتها بكثير.
------------------------
هذا الكلام لبشار الأسد في قمة الدوحة عام 2009
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
للتعليق