منذ بضعة أسابيع كنت أتابع فيلم أمريكي على إحدى القنوات العربية
كان اسمه على ما أذكر "فالكري" يدور حول قصة تتحدث عن محاولة اغتيال
هتلر عام 1944م في اجتماع مع كبار قادته للخلاص منهم جميعاً بضربة واحدة ، وكنت
أتخيل آنذاك هل من الممكن أن يتحقق مثل هذا الأمر في زماننا هذا ؟وعلى أراضينا
وسرحت بمخيلتي ، ولكن خيبة أمل فاجأتني عندما تبين لي في آخر الفلم أنها لم تكن
سوى محاولة إنقلاب داخلية فاشلة رقم بضع وخمسون .
ومنذ أيام أفقنا كما أفاق الجميع على خبر محاولة اغتيال عدد من القادة
الكبار في النظام السوري ، وكانت أقرب ما تكون إلى الأمنيات في بلدٍ أصبح واقعه
أقسى من أن يُتركَ للخيال أن يرسمه ، فالقضاء على النظام لن يكون لا بكمين ولا
بكبسة زر ولا بكبسولة سم ، فلا أفلام جيمس بوند ولا أية أفلام ستمنحنا فرصة القضاء
عليه ،ولكن تضافر كل الجهود مع التخطيط الجيد والاستمرار في الضغط والاستفادة من
الأخطاء وعدم الانجرار وراء رغبات أو خدع لاندري مصدرها ، إن ضخامة القصة
وأمنياتنا وإعلان أحد ضباط الجيش السوري الحر بتسجيل مرئي تم بثه على الانترنت ثم
الظهور على إحدى القنوات ، أوحت لنا للوهلة الأولى أنها ممكنة ولكن بعد بضع ساعات
تذكرت الفلم ، وبدأت أتحرى حتى
وصلت إلى قناعة أن أمراً غير عاديّ قد حدث فعلاً في ذاك اليوم في دمشق، هذا أمر لا
يختلف عليه عاقلان ولكن ماهو فعلاً وما حجمه ؟.
برأيي أن النظام قام باستغلال الموقف وماحصل حقيقة آنذاك لبناء قصة
ملفقة لضرب مصداقية الجيش السوري الحر أولا وتحطيم معنويات كل معارض ثانياً أما
ثالثاً فهو استغلال هذا الموقف من طرف النظام لتلفيق قصص في المستقبل القريب بعد
أن يقوم بتصفيات داخلية لشخصيات كبيرة سيلحقها بالإرهاب كالعادة ، ولكن كل مايفعله
لن ينجيه من مصيره المحتوم ، والمهم في الموضوع أنه يجب علينا الانتباه للحقائق
المؤكدة وأن لانبني سوى عليها ، وهذا بيت القصيد .
هذا ليس تشكيكاً بموثوقية كتيبة الصحابة أو الجيش الحر وإعلامهما ولكن
كلنا يعلم حجم الإمكانيات التي لديهم وبالتأكيد هم يبذلون أقصى مالديهم وربما
يواصلون الليل بالنهار لتحقيق هدف نريده جميعاً وهو الخلاص من النظام بكل الطرق
والوسائل التي لديهم ولكن حتى الآن وهذه حقيقة ليس لنا على ماجرى في ذلك اليوم من
دليل رغم ثقتنا بهم والتي لم تتزعزع بانتظار ماستكشفه الأيام القادمة .
ومن هنا علينا الاستفادة مما جرى وهو:
أولاً "أن البلل وصل للّحية" فالنظام يلعب بأوراقه
الأخيرة.
وثانياً علينا أن نتعلم ونؤسس بناء ً على كل تجربة بوعي وإرادة
عميقة فالثورات لا تنجح إلا بعد التضحية بالكثير والكثير من الآلام والدماء وحتى
النكسات ولكن المصير النهائي هو النجاح مادام هنالك ثقة بالله وإرادة وعزيمة
لاتنقطع .
عاشت سورية حرة أبية وماالنصر إلا من عند الله
بقلم :محمد فؤاد و السيف الدمشقي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
للتعليق