السبت، 25 فبراير 2012

غداً يسقط النظام .. السيف الدمشقي


عندما كنت صغيراً  أذكر بائعاً متجولاً كان يمر , هو رجل يبيع على عربتة التي يدفعها كل يوم بيديه وعليها أصناف الحلويات الكثيرة الخاصة بالأطفال من بسكويت وشوكولا إضافة إلى الأصناف الشعبية من الحلويات في أول مرة رأيته مر بجانب متجر والدي وقد وضع لافتة على عربته يقول فيها غداً ببلاش فقلت في نفسي غداً سأشتري منه بدون نقود وقد خبأت النقود التي كانت لدي بانتظار الغد في اليوم التالي أتى هذا البائع وقد وضع نفس اللوحة وعليها نفس الكتابة غداً ببلاش فأدركت حينها أنه لايوجد شيء بدون مقابل وأن علي دفع الثمن لأي شيء أريده ولم ألتفت إلى السبب الذي دفع البائع لفعل ذلك وأنه علي أن أجهز النقود لأشتري لا أن أنتظر الحصول على الحلويات بوعد دون مقابل .
ونحن في كل يوم نخرج لنقول غداً يسقط النظام

ثم يخرج المحللون والكتاب والسياسيون ورؤساء الدول ليقولوا غداً يسقط النظام ثمن نراه لايسقط فلماذا ؟
والحمد لله أن كلمة الغد في اللغة العربية لاتحمل في معناها فقط اليوم التالي وإنما تحمل معنى الآتي القريب البعيد.
 وأنا أقول كذلك غداً يسقط النظام وأترقب كل يوم التطورات التي ستسقطه وأنتظر هذا الغد الآتي القريب البعيد وكلي أمل ورجاء ألا يطول مع إيماني العميق بشيئين اثنين سقوط النظام والثمن الذي يجب أن ندفعه لهذا السقوط فلاشيء يأتي بدون مقابل في هذه الحياة.
وكنت بدأت في كتابة هذه المقالة تحت هذا العنوان ولم يتسنى لي إكمالها بسرعة ولم أتمها حتى دخل معها خبر انعقاد مؤتمر أصدقاء الشعب السوري أو كما قال أحد الليبيين وهو مصطفى شلقم في مقالة كتبها بعنوان أصدقاء سوريا أم أصدقاء إسرائيل توقفت كثيراً عند هذه العبارة :
سبعون دولة شاركت في هذا المؤتمر منهم ثلاثة دول عظمى فرنسا - بريطانيا - الولايات المتحدة وكلهم أصدقاء لإسرائيل سبعون دولة أي نصف دول الأمم المتحدة تقريباً شاركت ولم يفلحوا أن يتخذوا قراراً يلجم هذا النظام أو يرغمه على التوقف نعم إنهم أصدقاء إسرائيل وبالفعل هو مؤتمر أصدقاء إسرائيل سيقول البعض إنه على الأقل منعطف هام ربما ولكنه أقل القليل ولايخدم فعلياً ولايتناسب مع حجم الحدث وهذا ماحدا بالأمير سعود الفيصل أن يقول ماقال وينسحب من المؤتمر .
ربما لم يشأ الله ولم يأن الأوان بعد لسقوط النظام والذي يحاول أن يبدو في كل يوم أنه مازال ممسكاً بالخيوط و يظهر فعلياً على الأرض أن المعركة مازالت طويلة ويبدو أننا لم ندفع الثمن بعد .
سيقول البعض وماهذه الدماء والشهداء والمعتقلين أليست ثمناً للحرية ولسقوط النظام أقول نعم هي جزء من الثمن ولكنها ليست كل الثمن الذي يريده الله منا أن ندفعه .
إن الله قد هيأ هذا الأمر ليس لسوريا وحدها بل للأمة جمعاء ونحن يجب أن ندفع الثمن المناسب عن الأمة كلها أما لماذا يتأخر النصر فلأنه نصر الأمة كلها أو هزيمة الأمة كلها لاقدر الله وسيقول البعض من الثائرين من غير المسلمين أنتم تقحمون الدين في كل شيء وهذا حديث عن المسلمين وهنا أقول لهم إن أمة المسلمين لا تعني المسلمين وحدهم بل تعني كل من يعيش معهم على نفس الأرض أو يتكلم لغتهم  ولولم يكن مسلماً فله حقوقه في هذه الأمة كما عليه واجبات .
وكل يوم يتأخر فيه النصر هو فرصة لنا للتخلص من شوائب النفس ومالم نتخلص منها فعلاً فلا نصر لنا .
ليس العيب أن أعتز بانتمائي لعائلتي ولا لحارتي ولا لقريتي ولا لمدينتي ولا لبلدي ولا لأمتي المهم اعتزازي بالعمل لخدمة هؤلاء الذين أنتمي إليهم المهم أولوية الاعتزاز والانتماء والاعتزاز والانتماء هو نقيض التعصب والعصبية.
فهل يعقل أنه بعد كل الذي جرى وهذه المدة الطويلة من عمر الثورة ولم نتخلص بعد من العصبية والتعصب لتتوجه سهامها لتصيبنا في مقتل ولتجعل أحد الأقلام القوية والمؤثرة في هذه الثورة تفكر في العزوف عن الكتابة والابتعاد نتيجة هذا الكم من السهام التي وجهت له هل يعقل هذا ثم نقول لماذا تأخر النصر؟ 
فالكتابات تشهد لصاحبها وكل ابن آدم خطاء أما هذا الهجوم غير المبرر على الإطلاق فهو لعمري من الشوائب التي يجب أن نتطهر منها . 
هل يعقل باسم العصبية والتعصب أن يفجر خلاف حول تاريخ بدء الثورة والثورة لم تؤت ثمارها بعد فهل الذين يدفعون دماءهم وحريتهم ثمناً لما آمنوا به يعنيهم هذا الإشكال وهل خرجوا من أجل التاريخ أو المجد أم لله ؟ نعم لقد خرجوا من أجل قضية آمنوا بها وقرروا التضحية بدماءهم وأرواحهم وحرياتهم فمن أجل هذا الإيمان خرجوا فلايهمنا ولايعنينا متى بدأت الثورة الذي يعنينا أن تستمر حتى تصل غايتها الذي يعنينا هو التوحد نحو الهدف والذي يعنينا نبذ كل خلاف والتطهر من الشوائب التي زرعت في أنفسنا طوال عقود طويلة ليكتمل الثمن الذي يجب أن ندفعه.
لا والله فماخطت أقلامنا حرفاً من أجل منصب أو درجة دنيوية ولا من أجل مجد شخصي ولكن خدمة لهذا الوطن الذي نحبه وننتمي إليه ونعتز به وبكل مافيه من أقصاه إلى أقصاه وبكل مكوناته وواجبنا تجاه هذه الأمة ولانبتغي إلا أن نجيب المولى عز وجل عن سؤاله ماذا عملت في علمك.
وغداً سيسقط النظام وإلى الغد الذي سيسقط فيه سيكون لنا عندها عودة على هذا المقال بإذن الله .
عاشت سوريا حرة أبية وماالنصر إلا من عند الله

بقلم السيف الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للتعليق