الأربعاء، 15 فبراير 2012

هل نريدهم قادة أم ناصحين ؟ .. السيف الدمشقي



ماذا نريد من علماء الشام الأفاضل؟

كثر الحديث والقيل والقال حول دور العلماء في الثورة السورية ومواقفهم وبدأ الناس يقسمون العلماء إلى علماء حق وإلى علماء سلاطين وإلى علماء مأجورين وإلى علماء متخاذلين وكل هذا برز خلال أحد عشر شهراً من عمر الثورة وإن كان التقسيم لم يندرج على العلماء فحسب فإن كان كل ذلك شيئاً طبيعياً في كل الثورات فما بالك بثورة كالتي نعيشها في سوريا إلا أن حديثي اليوم هو عن علماء الدين بخاصة .
وحتى نكون أكثر تحديداً  يجب أن نجيب على سؤالين إثنين وهما :
ماذا نريد من العلماء وماذا يجب أن يفعلوا ؟


وللإجابة على السؤالين لابد من توضيح النقاط التالية :
1-           العلماء ليسوا قادة للحراك الثوري وإن برز بعضهم كقادة فهذا أمر جيد ولكن ليس المطلوب أن يكون الجميع كذلك.
2-           وظيفة العلماء التوجيه الشرعي لئلا يقع الثوار والمجتمع في أخطاء أو محاذير شرعية فإن كنا لانرى في كثير منهم قادة إلا أننا نريد منهم أن يكونوا ناصحين.
3-           واجب العلماء قول الحق والصدع به وهو الأمر المناط بهم لأنهم القدوة والمثل الأعلى .
4-           الاستمرار في التواصل والتخاطب مع الشريحة العظمى من الشعب السوري لما لهم من تأثير عليهم.
وحتى نكون منصفين فقد كان دور العلماء السوريين منهم بشكل خاص والمتواجدين خارج سوريا دوراً هاماً وفاعلاً في دعم الحراك الثوري وذلك لحرية حركتهم وخروجهم من دائرة التضييق والاعتقال فحالهم ليس كحال الموجودين في الداخل .
أما العلماء الموجودون داخل سوريا فمنذ بداية الثورة بدا وكأنهم يحاولون الابتعاد عن مايمكن أن يؤدي لتفجير الأوضاع عن طريق إبداء النصح للنظام بمحاولة الإصلاح الحقيقي والجدي وعدم التلاعب بالكلمات فلاأحد كان يريد أن تصل الأمور إلى ماوصلت إليه ولمعرفتهم اليقينية بطبيعة النظام وشراسته فمنهم من آثر النصح ومنهم من صدع بالحق في وجه النظام ومنهم من سكت وربما لايدري حقيقة مايجري أما من كان مع النظام قلباً وقالباً كالحسون والبوطي ومن لف لفهم فهؤلاء ليسوا موضوع حديثنا اليوم .
مع تطور الأحداث في سوريا وامتداد الحراك الثوري وبعد أن اكتشف كثير من العلماء وضاعة وخسة النظام وأركانه وطريقة التعاطي مع الشعب والمدن وحتى معهم شخصياً برز البعض منهم خصوصاً في المدن الثائرة أما في دمشق وحلب فظل التباين في المواقف بين القوي والضعيف والصامت فالقوي كأمثال الشيخ كريم راجح والأخوين الرفاعي الذين تعرضوا للترهيب والتهديد وحتى الاعتداء على بعضهم وعلى ممتلكاتهم آخرها الاعتداء على منزل الشيخ سارية الرفاعي في الزبداني وسرقة وتكسير محتوياته بعد توقيعه البيان الأخير مع كل من الدكتور محمد راتب النابلسي والشيخ البرهاني بالإضافة للشيخ كريم راجح والشيخ أسامة الرفاعي والذي وإن اعتقد البعض أنه غير كاف إلا أنه تضمن دعوة صريحة للعسكرين والضباط للانشقاق عن الجيش وأن يمتنعوا عن قتل الناس وتنفيذ الأوامر بذلك .
فلماذا نريد أن نحمل العلماء مالايطيقون وأن نجعلهم محرقة وكبش فداء بالتأكيد على العلماء واجب الصدع بالحق وأن يكونوا قدوة ولكن ليس عليهم أن يمتثلوا لآراء الناس فما يحكم العلماء بالتأكيد ليس رأي الأغلبية فإذا أرادت مثلاً إعلان الجهاد فهل يكون لزاماً عليهم إعلان ذلك بالطبع لا لأن للأمر ضوابط ومحاذير شرعية هم أدرى بها .
ومثل آخر الدفاع عن النفس والعرض والمال فلايحتاج لفتوى شرعية وليس هناك ضرورة أو تقصير إذا لم يتم إعلان ذلك على الملأ.
أما قول الحق أمام الظالم فهو واجب على كل عالم كما هو واجب على كل فرد فينا وإن كنا نعيب على كثير من السادة العلماء صمتهم مع قناعتنا بأنهم مؤيدون للحراك الثوري ونرى أن من واجبهم الخروج عن هذا الصمت والانضمام إلى الآخرين مع الاستمرار في إظهار وتوضيح الحقائق وخصوصاً لكثير من الصامتين والمترددين من أهل دمشق وحلب وخصوصاً أن هناك شريحة من الناس قد تم التأثير عليهم من قبل الإعلام الرسمي في تشويه الحقائق فمع إغلاق هاتين المدينتين والتركيز من قبل النظام على عدم الانفلات فيهما ويمكن أن نلاحظ أن النظام خلال أحد عشر شهراً حاول وسعى جاهداً لمنع والحد من وقوع قتلى في هاتين المدينتين تحديداً وهذا يظهر جلياً حتى في التفجيرات المفتعلة من قبل النظام والتركيز على الاعتقالات والضرب .
في النهاية وإن كنا نود الحفاظ على علماءنا الأفاضل ونتمنى سلامتهم وعدم المساس بهم إلا أننا نريد منهم عدم الانقطاع والتواصل مع الحراك الثوري والاستمرار في دعمه ومحاولة التملص من التضييق المفروض وعدم الركون إلى تهديدات النظام فهو يخشى انفلات الأمور من يديه في هاتين المدينتين لذا فإن الخروج عن الصمت وتوجيه الانتقادات اللاذعة للنظام بشكل مستمر مع التوجيه والنصح والإرشاد للثوار وحراكهم الثوري سيكون له الأثر الأكبر والعامل الحاسم في هاتين المدينتين تحديداً وليتحقق فيهم قول الله إنما يخشى الله من عباده العلماء .
عاشت سوريا حرة أبية وماالنصر إلا من عند الله
بقلم السيف الدمشقي


هناك تعليق واحد:

  1. جزاك الله خير الموضوع جاء بمكانه
    مع ملاحظة صغيرة أن بعض رجال الدين على سبيل التقليل لا الحصر يدعمون الثورة بالخفاء عن طريق طلابهم وروادهم وقريبا سنسمع اسمائهم تصدح في الاسقاع

    ردحذف

للتعليق