عندما تسقط الطائرة .. بقلم السيف
الدمشقي
إنشقاق الطائرة السورية الميج 21
مع طيارها ووصولها إلى الأردن شكل صدمة ومفاجئة وإن كانت متوقعة ولكن ليس في
توقيتها ورغم أنه لايمكن الاعتقاد بأن النظام وبهذه السهولة قد سمح للطيار العقيد
حمادة بالخروج في طيارته دون اتخاذ إجراءات لمنع حدوث هكذا انشقاق وخصوصاً أن
الطيار المنشق أكد أن زميلاً له كان من المفترض أن ينشق معه ويعتقد أن طائرته
أُسقطت ولكن الانشقاق حدث بالفعل.
هذا يقودنا إلى أن النظام قد وصل
إلى مرحلة من التفكك العسكري في الدوائر الأوسع وسيصل حتماً باتجاه الدائرة الأصغر
والسؤال الذي لا أحد يمكن أن يعطي جواباً له هو متى ؟!!!
في اليوم التالي ونظراً
للهيستيرية التي أحاطت بالنظام من هكذا انشقاق يعدُّ نوعياً فأعطيت الأوامر بإطلاق
النار واستهداف أي طائرة غريبة تحسباً ومنعاً لأي انشقاق آخر للطيارين مع الطائرات
وذلك بعد أن اتحفنا الأمريكان بتصريحاتهم بأن هذا الانشقاق لن يكون الأخير .
وهكذا قرار بإطلاق النار واستخدام
المضادات الأرضية والدفاعات الجوية عموماً وإعطاء الصلاحيات دون الرجوع إلى القيادة
لاتعطى إلا في حالات الحرب مع الدول ووصول المعارك إلى حالات حرجة جداً ومن يعرف
التركيبة العسكرية في سوريا يؤكد هذا الكلام .
وعليه وبما أن سوريا كدولة ليست
في حالة حرب مع تركيا (مع أن النظام كذلك ) ففي هذه الحالة يتوجب على القيادة
العسكرية السورية إبلاغ القيادة التركية بمثل هذا الإجراء تجنباً لمنع حدوث مثل
هذه الأخطاء التي قد تؤدي إلى إصابة الطائرة كما حدث وهذا يحدث بين الدول أيضاً
قبيل وأثناء المناورات العسكرية وهذا ليس له علاقة مطلقاً بالسيادة.
فهل كانت لحظة غباء وهيستيرية أم
أنه عمل متعمد ؟
قبل إطلاق النار على الطائرة
التركية الثانية كان يمكن القول إن الموضوع لحظة غباء واستعلاء وهيستيرية أما بعد
إطلاق النار على الثانية فلايمكن إلا التأكيد على أنه عمل متعمد خصوصاً أن الطائرة
الثانية كانت في طلعة للبحث عن حطام الطائرة الأولى .
الشيء الآخر هو الطيارين الأتراك الذين
قيل عند إسقاط الطائرة الأولى أنهم بخير وأنه جار البحث عنهما ولم نعد نسمع عنهم
أي خبر هل ضاعوا في البحر الأبيض المتوسط أم أسروا أم قتلوا ؟!!
نستنتج من هذا كله وربما بأوامر
من روسيا أن النظام أراد فتح المعركة مع تركيا أو على الأقل توريطها عسكرياً أو
إثارة غضبها على الأقل في تزامن مع زيارة للرئيس الروسي بوتين ولغاية في نفس روسيا
وستثبت الأيام القادمة هذا الأمر.
أما عن ردود الأفعال الدولية عن
هذا الأمر فلكل مصلحته وهدفه في استغلال هذا الأمر أما نحن السوريون فلا يجب أن تأخذنا
العاطفة ونفرح لأن هذا الأمر قد يستوجب أو يستدعي تدخل الناتو عسكرياً -مع أني أشك
في أن يفعلوا - ولن نردد مايقوله مؤيدوا النظام وأبواقه أن هذه سيادة ومن حق
الدولة إسقاط أي طائرة تدخل الأراضي السورية والرد عليهم أين كانت السيادة عندما قُصف
موقع الكبر في دير الزور أو عندما حلقت الطائرات الإسرائيلية فوق القصر الرئاسي , وقد
كانت تدخل الطائرات الإسرائيلية وتخرج في كثير من المرات دون الإعلان عن ذلك.
نحن علينا أن نشكر من يساعدنا في
ثورتنا أشخاصاً ودول لأنه يؤمن بها لا بسبب تقاطع المصالح .
نعم عندما تسقط الطائرة نصفق إذا
كانت طائرة معادية وتريد تنفيذ اعتداء على الشعب.
نحن نحترم تركيا الدولة الجارة
ونشكر لها استضافتها لأهلنا الذين شردهم النظام ولدعمها للجيش الحر وإن كنا نعتب
ومن حقنا بعد كل تلك الوعود والتصريحات النارية لأردوغان والتي صعدها مجدداً بعد
سقوط طائرتة بلاده ولكننا نعرف أن الأمر أصبح أكبر منها وربما أكبر من الجميع مع
إصرار تركيا على عدم زج جيشها في تدخل عسكري منفرد وهنا علينا أن نسأل والأيام سوف
تجيب هل كان سقوط الطائرة إشارة الإذن بالإسقاط الجدي للنظام من قبل روسيا ؟.
عاشت سوريا حرة أبية وماالنصر إلا
من عند الله
بقلم : السيف الدمشقي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
للتعليق