في خطابه أمام مجلس الشعب السوري الجديد وعلى إحدى القنوات
الفضائية السورية التي أشاهدها نادراً فاسحاً لعقلي ونفسي كارهة فرصة الإستماع إلى
رأي من الأراء ، قال : "إن
البعض يطرح في نفس هذا الإطار ومنذ بداية الأزمة أن الرئيس يجب أن يكون لكل الشعب
، وأنا أقول : كي أكون دقيقاً ، إن الرئيس هو لكل من يقف تحت سقف الوطن والدستور
والقانون ، وإلا ساويت بين العميل والوطني ، وبين الضحية والجلاد ، وبين الفاسد
والشريف ، وبين من يخرِّب وبين من يبني " .
وبدأتُ أفكر بعد أن سمعت هذا الكلام المنمق والذي لايحمل منطقاً ،
هل أنا تحت السقف أم خارج السقف ؟
إذا كنتُ تحت سقف الوطن والدستور والقانون فهذا يعني أني وطني
وضحية وشريف وباني !.
وإذا كنتُ خارج السقف فهذا يعني أنني عميل وجلاد وفاسد ومخرب ! .
ترى من أنا وأين مكاني حسب كلامه ؟
وكيف يصنف أنفسهم إذن أولئك الذين غادروا وطنهم ويعيشون خارجه وهم
موالون للنظام ؟
ولماذا هجروا وخرجوا إذا كان العدل أساس الحكم ومنتشر وتكافؤ الفرص
متوفر والحريات ضافية والرخاء عام ورغد العيش يعم الجميع ولا وجود لعنف ولاذل ولامهانة
؟
وقال: بشار الجعفري المندوب السوري في منظمة الأمم المتحدة في مرافعته
" إن دماء السوريين جميعاً ، مدنيين وعسكريين أطفالاً ونساءً وشيوخاً وشباباً
، بما في ذلك المعارضة الداخلية والخارجية ، غالية على الحكومة السورية فكل هؤلاء
سوريون ".
إذاً أين المشكلة ؟
إذا اعتبرنا أنهم صادقين في كلامهم ، فعلى من يصدقهم وسافر خارجاً
العودة إلى سقف الوطن العزيز وإلا يعتبر خائناً ورافساً للنعمة التي يوفرونها
للجميع في الوطن .
وعليه فإن ما يصلنا من أخبار وقصص وكل ما نراه هنا وهناك كذب في
كذب والدنيا ربيع والجو بديع واختلافي مع الموالين والسحالي حرام ولا داعي له ، لا
داعي لأن أخسر أعزاء وأصدقاء .
اليوم تأكدت أن الصامتين والخانعين والموالين من السوريين أو من
غير السوريين يملكون نعمةً لا أملكها ، فهم لا حس لديهم ولا شعور وضمائرهم خاضعة
لتبريد وتجميد لا يؤثر فيهم رؤية الجياع ولا يهزهم اغتصاب الحرائر ولا يؤرق نومهم
مشهد مجزرة ولا يغضبهم هزائمنا المتكررة عبر التاريخ ولايحترق دمهم وهم يسمعون
خطابات سمجة منمقة كاذبة ، لا تؤثر فيهم المصائب ولا النداءات ولا الاستغاثات ،
فلا يرتفع الضغط ولا السكر في دمهم ، إنهم ببساطة نائمون مغناطيسياً أنانيون قرروا
الهجرة عن الواقع والانفصال العقلي والنفسي عن مآسي الغير أدمنوا مناظر الموت ولون
الدم فهو لا يعنيهم طالما بعيد عن رؤوسهم وبطونهم مصابون بالشعور باللاشيء في زمن
التطاحن الهستيري ، إنهم ببساطة يملكون جلداً يغلفون به شعورهم وضمائرهم وهو أسمك
من جلد الخرتيت " الكركدن " .
بقلم : محمد فؤاد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
للتعليق