السبت، 22 سبتمبر 2012

ليلى والذئب .. السيف الدمشقي


ليلى والذئب
كشر الذئب عن أنيابه ...
نعم فمازال يخدع ليلى مذ أكل جدتها ونام في فراشها وظل يبتسم مخادعاً حتى صفعته ليلى فأسقطت قناعه المزيف .
وقفت ليلى وحيدة في المواجهة تهاجم تارة وتبكي تارة وتنزف تارة وهو ينهش فيها وكل من في الغابة يرى ويسمع ليلى
الوحوش تدعم الذئب وبقية الحيوانات تتفرج من الحمار إلى التمساح الذي يبكي بكاءه المعروف .
ليلى تنادي ليلى تصرخ ..
لا لم تعد تنادي فقد أيقنت أن من حولها ليسوا سوى حيوانات الغابة وأن الكل فقد السمع.
 إنها تئن وتئن ولكنها مازالت تشعر أنها قوية نعم لقد تذكرت وصية جدتها أن اصبري واصبري واصمدي فالله معك .
أصوات في الغابة تنادي هل فقد الذئب عقله ياترى ؟!! أجابتهم ليلى وهي تتألم وهل ملك الوحش يوماً عقلاً ؟!!
أحست ليلى بالارتياح رغم مصيبتها قليلاً لما رآت أن وجه الذئب قد تغير لقد أصبح خائفاً لقد أصبح منهكاً متهالكاً فلم تعد تبالي بنزيفها .
واستمر الذئب يستخدم أسلحته لكن ليلى أيقنت أنه استخدمها كلها لا بل كشف كل أسلحته بعدما نزعت بيديها العاريتين أقنعته الواحد تلو الآخر.
لم تعد ليلى تخشى أسلحته فقد أفقدته بعض أنيابه ومازالت تسعى وتجاهد لتنزع البقية ,
كل من في الغابة من الحيوانات أصابه الذهول من إيمان ليلى وصبرها وقد أحاطوا بالكوخ ينتظرون المعجزة ؟
لا عن أية معجزة فذاك الذي يمده بالطعام وآخر بالماء وآخر يمسح وجهه وينظف مخالبه وآخرون يحاولون منع كل ماسبق عن ليلى وآخرون ينقلون الأخبار عن ذلك الذئب الوديع الذي صفعته ليلى وجرحت كبرياءه .
وأخرون يقولون لا ليلى محقة وذاك ذئب متوحش واطمأني ياليلى فنحن نحصي قطرات دمك المسفوح وعدد الضربات التي تلقيتها وأما كبار الحيوانات فيصرخون ليلى لاتخافي نحن معك ولكن لن نستطيع أن نعيرك بعضاً من مخالبنا لتدافعي عن نفسك حتى لا نخرق قانون الغابة . 
حمار ينهق صباح مساء.
وبوم ينعق يبشر بالموت والخراب .
وكلاب تعوي .
وثعلب يصيح تارة بالذئب ويهمس في أذن ليلى .
ووحوش ضارية تهتف للذئب.
وخراف تنتظر في الباب الخلفي للكوخ تنتظر دورها في الذبح .
حيوان يمد رأسه ليرى ثم يعود إلى علفه.
حيوان آخر غير مكترث أصلاً .
حيوان آخر يجمع التبرعات من أجل إنقاذ ليلى ، علاج ليلى , لا ربما لشراء كفن لليلى.
  
هل ستخرج ليلى بعد كل هذا هل ستقضي على الذئب أم سيقضي عليها الذئب؟!!
كل من في الغابة اعتاد المشهد ربما يريد أن لاتنتهي القصة فربما إذا انتصرت ليلى ضاعت هيبة أسياد الغابة وسطوتهم .

لكن نسيت الحيوانات في الغابة شيئاً مهماً للغاية وهو أن ليلى إنسان وأنهم سيبقون حيوانات .

بقلم : السيف الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للتعليق