الأحد، 16 سبتمبر 2012

خواطر فيسبوكية .. مجاهد مأمون ديرانية


مجاهد ديرانية
أحد علماء الشام الكبار صمت في موقف كان ينبغي أن يُسمَع فيه صوته، وطال صمته وطال فيئسنا منه ونسيناه، ثم طلع على الناس بتسجيل مطوّل فلم يوفَّق في كلامه كما لم يوفق في صمته، وارتكب خطيئتين وجاء بعجيبتين واحدتُهما أشنع من الثانية.
الأولى حين أراد تبرير صمته فقال إنه اضطر إليه لأنه رأى الناس متفرقين على آراء شتى، ولبث ينتظر إجماع أطراف الشعب كلها على موقف واحد، فلما حصل التكامل والإجماع رأى أنه يستطيع الكلام. سبحان ربي! متى كان العلماء تابعين للعامة؟ وهل ينتظر العالِم إجماعَ العامة أم يقودهم إليه ويحملهم عليه؟ مَن سيصنع مواقف الناس ويضع أقدامهم على الطريق إن لم يكن العلماء؟وكيف يجوز أن يشكو وقوفَ الناس على الحياد السلبي من كان هو نفسُه على رأس الصامتين الواقفين على الحياد؟
أما الطامة التي لا تُغتفَر فهي مساواة موت المجرمين بموت الضحايا، حين يقول إن الموت في سوريا اليوم كعُقَاص الغنم، لا يدري القاتل فيمَ قَتل ولا المقتول فيمَ قُتل! كيف يا مولانا؟ الذين ماتوا من المجرمين ماتوا دفاعاً عن الطاغوت كما مات كفار قريش يوم بدر، بل إنهم لأشد كفراً من كفار قريش، فما سمعنا أن أحداً من القرشيين بسط صورة أبي جهل في الطريق فسجد عليها! أما الآخرون، مَوتى الثورة، فإنهم استُشهدوا في سبيل الحق ودفاعاً عن النفس والعرض ودفعاً للظلم وانتصاراً للمظلومين، وكل ذلك في سبيل الله بإذن الله. فكيف لا يدرون في أي شيء قُتلوا؟
يا سبحان الله! لقد كان هذا التشبيه طعنة نجلاء دخلت في صدر الثورة فخرجت من ظهرها، ولو أنه سُمع من بعض أبواق النظام لما غفرناه، فكيف يُسمَع من عالم كبير احترمناه وأحببناه؟ يا أيها العالم الشهير: أدرك كلمتك باعتذار كبير يليق بهذا الزلل الخطير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للتعليق