الأربعاء، 4 أبريل 2012

التغيير وصولاً إلى التحرير .. السيف الدمشقي


التقيت منذ أيام أحد المعارف في جلسة عائلية ولمّا دخلت سلم عليّ قائلاً : أهلاً بالمعارض فأجبته على الفور وهل أقول لك أهلاً بالمؤيد ؟!!!
 فأجابني : أنا لست مؤيداً ولست معارضاً .
قلت له فما تكون أنت ؟.
قال أنا لاأؤيد هذا النظام ولكني لست مع المعارضة .
قلت وماذا تقصد بالمعارضة هل تقصد المجلس الوطني والمعارضة السياسية في الخارج ؟ . قال : نعم
قلت ومالك ولهم المفروض أنك مع سوريا ومع إخوانك ضد هذا النظام تفعل شيئاً ما وتقدم شيئاً ما أيا ً كان هذا الشيء وحسب الاستطاعة والإمكانية.
قال لي بصراحة أنا خائف ولا أستطيع أن أفعل شيئاً و أخاف على نفسي .
قلت له : الخوف حالة بشرية طبيعية ولكن هذا لايمنع أن تقدم شيئاً وأن تخرج عن صمتك وخوفك فالعالم يسير باتجاه ونحن منذ عقود نسير عكسه وعلى الجميع أن يساهم في التغيير الذي كنا ننتظر فرصته بدءاً من أنفسنا والمطلوب من كل سوري في هذا العالم أن يقدم شيئاً حسب قدراته واستطاعته والشجاعة والإقدام صفات لايتمتع بها الجميع ولا أحد يطلب منك أن تلقي بنفسك في تهلكة ولا أن تكون انتحارياً ولكن هذا لايمنع نصرة إخوانك فهل ترغب في استمرار النظام ؟
قال لا أبداً وأعرف أنه لو بقي لاقدر الله فالعاقبة ستكون أسوأ على الجميع .
واستمر الحديث وذُكرت من ضمنه بعض الأعمال التي يقوم بها الشباب الثائر من قطع الطرقات ودهن بعض الواجهات الحكومية باللون الأحمر وغيرها من الأعمال .
قال أنا ضد هذه الأعمال إنها أعمال صبيانية قلت له هل لديك اقتراحات أو أفكار هل تعلم أن هؤلاء بقيامهم بمثل هذه الأعمال وهم لايخربون منشآت التي هي ملك لهذا الشعب ولكنهم يوصلون رسالة احتجاج ويشعرون النظام بالحرج والإرباك ويقولون للصامتين تكلموا وللخائفين تحرروا من خوفكم وللمؤيدين لم تنته الثورة بعد كما يزعم النظام طوال أيام الثورة وللعالم أننا لن نتوقف حتى تحقيق الهدف.
فلايكن حالك كحال المتردد الجبان الذي يسخف كل شيء ولايقدم شيئاً فإذا لم تستطع أن تقدم شيئاً فلاتنتقد ولكن الأحرى بك أن تسأل عن الهدف من مثل هذه الأعمال وأن تساهم في تقويمها وإذا كان لديك فكرة أفضل فلتقدمها أو تشارك بها فالفارق كبير بين النقد والتقييم أما أن تجلس هكذا متذرعاً ساعة بالخوف من النظام وساعة بالخوف على البلد منتقداً يميناً وشمالاً ولاتفعل شيئاً فهذا لعمري هو قمة الخذلان والجبن واسمح لي إنه الغباء بعينه.
من أمثال هؤلاء المترددين الجبناء في ثورتنا الذين يقولون ( إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ) وينسون قراءة الآية التي تليها في سورة الرعد (هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ (12) )ينسون أن الله لا يترك الناس في غيهم وضلالهم وتقصيرهم حتى يغيروا مابأنفسهم ولكن يبتليهم فإن غيروا مابأنفسهم غير حالهم وكان عونهم ونصيرهم  .
انتهت الجلسة ولم أدر حقاً هل اقتنع بكلامي أم دخل من أذن ليخرج من الأخرى ولكن المهم أن أقول هذه عينة من بعض الشباب الصامت المتردد والخائف والمخدوع وأمثالهم ليسوا بقلة بين السوريين وهو نتاج أربعين عاماً وأكثر من عمر هذا النظام وبرغم هذا أنا من المتفائلين بأن هذه الثورة وفي استمرارها هي التي ستعيد بناء جيل جديد بفكر جديد والتي غيرت من أفكار كثير من جيل الشباب حملوا لواءها وانطلقوا بها وأقسموا أن لاعودة بإذن الله وكلما زاد عدد هؤلاء كلما اقتربنا من التحرير.
عاشت سوريا حرة أبية وماالنصر إلا من عند الله
بقلم السيف الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للتعليق