خرج علينا أمير قطر فجأة ليعلن عن اقتراحه إرسال قوات عربية إلى سوريا , ثم قالت الجامعة إنها ستدرس هذا الاقتراح في الاجتماع المقبل لوزراء خارجية العرب مع أن مصادرها أكدت أنه لم تصلها مقترحات حول الموضوع , قد يقول بعض المعارضين إن هذا طبيعي خصوصاً بعد فشل المراقبين على الأرض بل فشل الفكرة ذاتها .
أليس هذا ماكنا ننادي به منذ البداية .. أيها العرب أنقذونا وكنا ننادي وا عرباه على نفس مبدأ وا معتصماه ؟
سيخرج علينا من يقول أوَ كلما بدأ فصل جديد أو تطور جديد يخرج من في المعارضة يشكك فيه أو يرفضه ؟
والحقيقة التي أود الإشارة إليها وهي أن جميع الإجراءات التي كانت مطلوبة من الجامعة العربية أو الدول العربية أو حتى الأجنبية منها لم ترق أبدا ً للوصول إلى مستوى يستطيع أن يوقف القتل المستمر أو الاعتقال أو التعذيب بل وبالعكس فإن جميع الإجراءات التي اتخذتها الجامعة العربية جاءت متأخرة جداً عن الحراك الثوري وبطريقة استطاع النظام استغلالها أبشع استغلال واستغلها أصحاب الطبخات السياسية في الداخل والخارج .
ولأن المؤمن لايلدغ من جحر مرتين فلايمكن أن نقبل أن نلدغ ثانية وننظر للأمر على أن المعتصم استفاق من قبره بمعجزة قطرية وجاء لينقذنا مما نعانيه من القتل والاعتقال والتعذيب .
لا والله لن نرض َ أن نكون حقل تجارب كما فعلوا بنا في قصة المراقبين العرب وكما صرح بذلك وزير خارجية قطر عندما قال إن المراقبين العرب يفتقرون إلى الخبرة الكافية .
لن نقبل أن تكون فكرة إرسال قوات عربية مطية أخرى لإعطاء المهل من جديد لهذا النظام ليقوم بمزيد من القتل والاعتقال والكذب والدجل وتنفيذ خطته الأخيرة خطة الحسم خصوصاً في حمص وإدلب.
لقد أصدر الرئيس مرسوم عفو جديد وبغض النظر عمّن يشمل أو ماذا يتضمن لكن مايهم فيه فعلاً هو إشارته بأنه الإنذار الأخير الذي يوجهه إلى الشعب الثائر أنني عفيت عمامضى وأنه ستكون المعالجة القادمة هي الأعنف والأشرس فهي المعركة الأخيرة للبقاء خصوصاً بعدما قطع كل حبال الود في الداخل والخارج ومن لم يصدقني فليتابع القناة الدنيئة وحواراتها التي تتحدث عن ذلك.
لقد أعلن في خطابه أن محاربة الإرهاب أصبحت ضمن أولى الأوليات بعدما أصبح كل متظاهر هو إرهابي في نظر النظام .
وبعد اجتماعه بقادته الأمنيين محذراً إياهم أن لادولة في العالم ستستقبلهم حال السقوط وأن عليهم القتال معه حتى النهاية .
لقد أتمّ تسليح الأفراد من الطائفة العلوية والموالين للنظام من جديد في جميع الأحياء وخصوصاً داخل العاصمة دمشق وفي غيرها استعداداً للمرحلة المقبلة .
لماذا لاتذهب الجامعة مباشرة فيما لو كانت صادقة -ولا أعتقد ذلك شخصياً -إلى مايريده الشعب وإلى خيارات الشعب في دعم الجيش الحر ودعم متطلباته في الحظر الجوي وإقامة مناطق عازلة تسرع في إسقاط النظام والتي نادى بها منذ زمن بعيد.
نعم أقولها وبكل صراحة وماهي إلا أيام تظهر فيها هذه الحقيقة المرّة إنّها مطية جديدة فكيف ستدخل هذه القوات إلى سورية إن لم يوافق عليها النظام ؟ وهل سيوافق عليها إلا بعد أن يمارس ألاعيبه كما فعلها في قصة المراقبين من قبل !!.
فلو افترضنا أن الاقتراح تحول إلى قرار ملزم في الجامعة العربية فهل سيحارب العرب قوات جيش النظام ومن أين سيدخلون من العراق أم لبنان الموالية حكوماتهم للنظام أم من الأردن !!! أم سيلجأون إلى تركيا من جديد التي لن تقبل بذلك إذا لم تحصل على غطاء كامل عربي ودولي إنها أسئلة لايمكن الحصول على أجوبتها سريعاً وهذا ماسيعطي النظام مهلة لتنفيذ خطة مرحلة الحسم التي ذكرناها فإما أن ينجح فيها- لاقدر الله- أو عندها ستبدأ المرحلة الأخيرة وهي التدخل الفعلي من قبل الدول الراغبة .
وهنا أورد لكم كلاماً للمسؤول السابق لوكالة المخابرات الأمريكية روبيرت بير في حديثه من واشنطن لمجلة الشراع وللاختصار أقتطف من الحوار بعض الأسئلة وأجوبتها :
س : كيف ترى الثورة السورية في شهرها العاشر؟
- سوريا تحررت تقريباً..
س : لكن ما زال نظام بشار الاسد متمسكاً في السلطة؟
- الأسد راحل..
س : كيف سيرحل وهو متمسك بالكرسي ويقتل يومياً العشرات؟
- للأسف سيقتل الأسد أكثر من 5 آلاف.. ولكن لن يستمر في الحكم أكثر من شهر آذار/ مارس 2012.
س : ماذا عن تدخل حلف شمال الاطلسي (الناتو) لفرض المناطق العازلة الاربع..؟
- المشكلة أن ذلك لا يمكن ان يتحقق قبل موت المزيد من السوريين.
س : لماذا ألا يكفي مقتل أكثر من 5 آلاف سوري وفقاً لأرقام الامم المتحدة؟
- هذا هو العالم وطرقه وأساليبه!!
نعم هذه السياسة الدولية في العالم وطرقها وأساليبها حمى الله شعبنا الأبي ونصرنا فبعد أن صرخ الشعب بأعلى صوته من إدلب الخضراء من أرض الشام المباركة لبيك لبيك يالله فلن نخشى أحداً بإذن الله.
عاشت سوريا حرة أبية وماالنصر إلا من عند الله .
بقلم السيف الدمشقي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
للتعليق