السبت، 4 أغسطس 2012


أحكام الأسرى في الإسلام  .. محمد بن أسامة حجازي
 لماذا؟

لماذا تظهَرُ لنا دَعَواتُ التَّلطُّفِ والتَّرَؤُّفِ بأسرى الشبيحة واللاأمن بعد كل عمليّة (أسر) ؟
هل الإسلام (ساذَجًا) إلى هذه الدرجة حتى يُهدِي الورود للقَتَلَة والمُعتَدين؟
ألا يُعتَبَر الذي يحمل السلاح.. أنه "قاتل" ويجوز قتله؟
هل يوجد لدى الجيش الحر أماكن وإمكانيّة لِحِفظِ الأسرى في ظل عمليّات الكر والفر؟
لماذا خرس هؤلاء الأبواق عندما كان هؤلاء الأسرى أنفسهم يغتصبون ويقتلون؟
ألم يفعل هذا الأسير أفعالا تُوجبُ عليه القتل والتقطيع إرْبًا إرْبًا ؟
ألم يَغتصِب ويَذبَح ويَقتُل ويَسرِق ويَنهَب ويَحرِق ويُدمِّرْ ويُخرِّب؟

والله إن أجهل الناس بالإسلام هم بعض المسلمون، وإن الله تعالى قال في كتابه العزيز آية مخلدة إلى يوم الدين:
"ولكم في القصاص حياةٌ يا أولي الألباب"..
كفى سذاجة وحماقة ولطفًا في غير موضعه !!..

أما الحكم الإسلامي التفصيلي في (الأسرى) فإنه كالتالي، وقد نقلتُهُ لكم من كتب الفقه الإسلامي مرفقا بالأدلة الشرعية.
 الإمام (أي: الحاكم)، مُخَيَّرٌ في الحكم على الأسرى بين عدة خيارات، يفعل ما يشاء منها، وهي:

1- القتل: واستدل الفقهاء بأن النبي قتل رجال بني قريظة، وقتل يوم بدر بعض الأسرى.

2- الاسترقاق: واستدل الفقهاء بأن النبي قال لوفد هوازن بعد أن جاءوا تائبين: " ..فاختاروا إحدى الطائفتين إما السبي وإما المال ".

3- المَنُّ والفداء (بالمال أو بالتعليم أو بالنفس): واستدلوا بقوله تعالى: ((فإمّا مَنًّا بعدُ وإمّا فِداءً)). وروى الإمام أحمد (2216) عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل ناساً من الأسرى الذين كانوا يتقنون القراءة والكتابة يُعلمون أولاد الأنصار القراءة والكتابة، وجعل ذلك فداءهم وفكاكهم.

4- أن يبقيهم (أسرى) بلا قتل ولا فداء ولا استرقاق، وعند هذه الحالة تُطبَّق عليهم أحكام الأسير، وهي فما يلي:

1- مِن حق الأسير عدم إكراهه على ترك دينه، وإنما يُدعى إلى الإسلام بالتي هي أحسن، يقول الله تعالى:
((يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيرًا يؤتكم خيرًا مما أخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم)).

2- مِن حُقوقه إطعامُهُ ما يَكفيه من الطعام والشراب، يقول الله تعالى: ((ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً)).

3- حَقُّهُ في الكسوة بالثياب المناسبة التي تليق به وتجدر بمثله، وقد روى البخاري في صحيحه من حديث جابر- رضي الله عنه- قال: "لما كان يوم بدر أُتي بأسرى وأُتي بالعباس، ولم يكن عليه ثوب فنظر النبي صلى الله عليه وسلم له قميصاً، فوجدوا قميص عبد الله بن أبيّ يقدر عليه فكساه النبي صلى الله عليه وسلم إياه" رواه البخاري.

4- حقه في المأوى والسكن المناسب أيًّــا كان فقد يُسكن في المسجد أو يُسكن في سجن خاص ويكون ملائماً أو حتى في بيوت بعض المؤمنين، وفي عهد النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن هناك دار خاصة للأسرى ولا للسجن، ولهذا ربما سجن الأسير في المسجد، وربما وزع الأسرى على المسلمين في بيوتهم إلى أن يُنظر في شأنهم.

5- لا يُفَرَّقُ في الأسرى بين الوالدة وولدها أو بين الولد ووالده وبين الأخ وأخيه، وقد روى الترمذي عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي قال: (مَن فرق بين والدة وولدها -يعني مِن السّبي- فَرَّق الله بينه وبين أحبّـتِهِ يوم القيامة).

6- عدم تعريضهم للتعذيب بغير حق، إلا أن يكون هناك حالات خاصة يتطلب الأمر فيها أن يُمس بشيء من العذاب قليل لا يؤثر عليه من أجل كشف أمور يُعلم أنها موجودة عنده كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم بعَمِّ (حُيي بن أخطب)، فقد دفعه إلى الزبير بن العوام -رضي الله عنه- فَمَسَّهُ بعذاب.

ــ انتهى ــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للتعليق