وردتني
هذه الصورة لرجل يسجد على صورة رئيس مصر الدكتور محمد مرسي تحت عنوان : ( وكمان في
مصر أما ربيع عربي )
في
الحقيقة هذا العنوان مع الصورة تدل على سطحية وحمق من كتب هذا العنوان أو من
أرسلها موافقة ولست أسفاً على هذا الكلام .
وقبل
كل شيء وبالتأكيد فأنا لن أوافق على مثل هذا التصرف من أي شخص كان ومع ذلك فقد
أرجعت الصورة للتأكد منها فلم أجد لها أثراً وهذا يعني أنها على الأغلب مزيفة ولكن
لنعد للفكرة على افتراض صحة الصورة وهي الربط بين الصورة والعنوان بين التصرف نفسه
وعلاقته بالربيع العربي :
فقد سبق أن كتبت هذه الكلمات وهي
تنطبق على مثل هذه التصرفات :
" حقاً هناك أناس يعشقون الذل والعبودية نشأوا فيها وترعرعوا فيها فانطمست فطرتهم التي فطرهم الله عليها وكلما رمى لهم سيدهم عظمة ساروا يلهثون وراءه كالكلاب وإذا مات سيدهم أو غاب بحثوا عن آخر لأن العبودية أصبحت تجري منهم مجرى الدم ونسوا أن قمة الحرية هي قمة العبودية والذل لشيء واحد فقط هو الله وهي الفطرة التي فطر الناس عليها ".
" حقاً هناك أناس يعشقون الذل والعبودية نشأوا فيها وترعرعوا فيها فانطمست فطرتهم التي فطرهم الله عليها وكلما رمى لهم سيدهم عظمة ساروا يلهثون وراءه كالكلاب وإذا مات سيدهم أو غاب بحثوا عن آخر لأن العبودية أصبحت تجري منهم مجرى الدم ونسوا أن قمة الحرية هي قمة العبودية والذل لشيء واحد فقط هو الله وهي الفطرة التي فطر الناس عليها ".
أمثال هؤلاء لم
يفهموا قوله تعالى :
وَبَرَزُوا
لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ
لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ
مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ
لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ
مَحِيصٍ (21)سورة إبراهيم
أما بخصوص ربط التصرف
في الصورة بالربيع العربي : فما علاقة هذه التصرفات بالربيع العربي أليس الأولى
والأصح ربطها بالمنحبكجية حسب التسمية السورية وأمثال هؤلاء ( المنحبكجية ) موجودون
في كثير من الدول حتى الدول الغربية وإن كانت بنسب قليلة جداً وربما نادرة وبصورة
مختلفة .
الربيع
العربي الذي تشهده الدول العربية بقطع النظر عن نجاحه أو فشله وعن الرأي فيه إن
كنا من مؤيديه أو معارضيه فإن الثورات المرتبطة فيه كان من أسبابها الأساسية
انتشار الفساد والركود الاقتصاديّ وسوء الأحوال المَعيشية، إضافة إلى التضييق
السياسيّ والأمني وعدم نزاهة الانتخابات في معظم البلاد العربية.
وكل الأمور السابقة
أدت إلى انحدار فكري وتعليمي عام وبالتأكيد فالربيع العربي لن يكون بمقدوره تغيير
فكر ومعتقدات الناس وعاداتهم وتغيير جيل أو أجيال عاشت في الفترة السابقة في يوم
وليلة وإنما ستكون نتائجه فعالة عندما نساهم بالارتقاء في فكرنا وعاداتنا ومعتقداتنا
وهذا هو الأصل أفليس من المعيب إذن أن يرسل لي هذه الصورة مربوطة مع هذا العنوان
شخص جامعي يفترض فيه أن يكون قد تعلم أبجدية التحليل والمنهجية العلمية أما آن لنا
أن نخرج عند رفضنا لأمر معين من التعنت وأن نخرج من تطبيق المثل الشائع ( نكاية
بالطهارة سأنجس ثوبي ) .
فبدل الاستهزاء
بالربيع العربي أليس الواجب أن نعمل جميعاً مؤيدين ومعارضين للخروج من الحالة
السلبية والنظر إلى الأمام والمساهمة في بناء مجتمعاتنا بطريقة نتخلص فيها من بعض موروثاتنا
الفكرية والثقافية السلبية وأن نتطلع إلى مجتمع راق يسوده العدل والحرية والمساواة
وقبل كل شيء أن تسوده الإنسانية التي يبدو أننا فقدناها في عالم طغت فيه المادية
على كل شيء حتى القيم الإنسانية التي احتكرها العالم ( المتحضر ) لنفسه ليس لأنه
الأقوى بل لأننا نحن من تخلى عنها .
بقلم : السيف الدمشقي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
للتعليق