تعودت منذ زمن أن أسأل نفسي نهاية كل يوم سؤال والهدف أن أحافظ على
مستوى المطالعة والبحث حيث اضطرُ إلى الرجوع لبطون الكتب أو لصفحات الانترنت لأجد
الجواب الأصح وهكذا أحافظُ على مستواي الثقافي ومخزوني منه متحايلاً على الوقت
ومتغلباً على قلة القراءة التي كانت جزءاً مهما من حياتي اليومية فيما مضى ، وغالباً
أستنبط السؤال من أحداث اليوم .
حتى جاء السؤال التالي : مما جُبِلَت نفوس بعض عائلات وشباب سوريا الحرة
حتى أصبح كل واحد منهم بطل تُماثل بطولتهُ بطولة أبطال التاريخ الذين يندر وجودهم
على مر العصور ؟!
وبعد أن توغلتُ في التفكير بعمق تذكرت أن لكل شيء جذور وأصل ولكل
شيء بداية ونهاية .
أما من ناحية الجذور والأصل فقد تذكرت ما قاله الحجاج عن أهل الشام
قبل عدة قرون من الزمن والمعروف عن الحجاج انه سريع البديهة وذو نظرة ثاقبة حيث
قال : لا يغرنك صبرهم ولا تستضعف قوتهم فهم إن قاموا لنصرة رجل ما تركوه إلا
والتاج على رأسه ، وإن قاموا على رجل ما تركوه إلا وقد قطعوا رأسه فانتصروا بهم
فهم خير أجناد الأرض وأتقى فيهم ثلاث:
1- نسائهم فلا تقربهم بسوء ، وإلا أكلوك كما تأكل الأسود فرائسها.
2- أرضهم وإلا حاربتك صخور جبالهم.
3- دينهم وإلا أحرقوا عليك دنياك.
1- نسائهم فلا تقربهم بسوء ، وإلا أكلوك كما تأكل الأسود فرائسها.
2- أرضهم وإلا حاربتك صخور جبالهم.
3- دينهم وإلا أحرقوا عليك دنياك.
وليس من الغريب أن يكون بعض عائلات وشباب سورية في جيناتهم تلك
الميزات التي تتسم بالصبر والعناد والتحدي الغريب ، كما أنني تذكرت قولا أخر كنت
قد قرأته أيام بداية مطالعاتي للمواد الجادة عندما كنتُ بعمر المراهقة " لا
تتحدى شعباً ليس لديه حياة كي يخسرها " لقد عمل النظام وزبانيته أي شبيحته
بلغة اليوم على تعكير صفو الحياة وإفسادها بشكل يومي ممنهج منذ سنين طويلة حتى جعلونا
نكره أنفسنا وأصبحنا كالجمادات بدون حياة وزادوا ذلك بمحاصرة القرى والمدن حتى لم
يعد هناك ما نخسره.
ومن ناحية بداية الأشياء ونهايتها فقد بدأت الثورة السورية بحماس
طفولي أحب التقليد وسعى بفطرته للمشاغبة
البريئة وتزامن مع خروج شعلة الثورة الحرة
الناشطة مروى الغميان وهي تلف نفسها بعلم سوريه وتهتف للحرية في قلب دمشق بالقرب
من جامع الأموي وكانت أول حرة تعتقل على يد الرقيب أول الشبيح شادي الجلبي ،
وأعتقد أن كل الناس في الوطن العربي يذكرها ، هكذا كانت البدايات قد تكون ثورة أشعلها
بعض المجانين كما يقول موالوا النظام وزبانيته ، ولكن اعتقد أن من قاد الثورة فيما
بعد فهم من العقلاء الذين نفذ صبرهم وهم يشاهدون انتهاك الأعراض وتعذيب وقتل
الأطفال .
أما النهاية فهي النصر بإذن الله بإزالة ذلك الجاثم فوق كل شيء ومحاسبة
زبانيته ومواليه فرداً فرداً ، لقد أحدث النظام بكذبه و إجرامه شقوقاً وشروخاً
عميقة بين أبناء البيت الواحد والشعب الواحد وهدم كل شيء من البشر إلى الحجر .
سحقاً لمن هان عليه انتهاك دينه وعرضه وأرضه وتباً لكل جبان رعديد
يجتر كل يوم من أنانيته دماً جديدأ خال من دسم النخوة.
بقلم محمد فؤاد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
للتعليق