سألني أحد الأصدقاء عن سبب تأخري في الكتابة فأجبته مازحاً مشغول بإعداد تعهد خطي باعتبار كل معارض للنظام هو سلفي عرعوري مندس إرهابي بندري حريري منتمي إلى عصابات مسلحة وبناء على طلب النظام السوري تعهداً خطياً من العصابات الإرهابية وتسليم أسلحتها تنفيذا لمبادرة عنان الأممية التي صدعت رؤوسنا .
فقد قررت التوقف عن الكتابة مدة 48 ساعة ولكنها للأسف طالت وبدأت بعمل جرد للأسلحة التي لدي تمهيداً لتسليمها للسلطات المختصة وهي :
1- قلم حبر ناشف من إهداء بندر بن سلطان.
2- قلم حبر نوع باركر من إهداء سعد الحريري.
3-كتاب منهج الاعتدال للشيخ عدنان العرعور ( لم أقرأه بعد ).
4-لوحة مفاتيح حاسب ملك للشركة التي أعمل فيها يمكن حسم قيمته من راتبي.
5- جهاز آيفون أمريكي يتم تجميعه في الصين مبتكره سوري الأصل مع أني دفعت ثمنه من جيبي الخاص.
6-أوراق بيضاء تستخدم في رسم الأفكار عن الحرية قد تكون هذه الأفكار صناعة مشتركة تركية أوروبية أمريكية خليجية ربيعية عربية.
7-أقلام رصاص صناعة أوروبية .
8-جهاز حاسب محمول نوع ديل أمريكي أيضاً مصنع في الصين .
وباعتبار أن وزارة الداخلية مشكورة قد أصدرت قراراً بأن كل من يسلم أسلحته ولم تتلطخ أيديه بالدماء فستضمن الإفراج عنه يعني سوف يعتقلوه أولاً ويتعهدون بالإفراج عنه بعد ذلك .
كما تعهد الإمام الخامنئي بأن يقنع بشار بالإفراج عن المسلحين في سوريا وأنه لاخيار لديهم سوى تسليم أسلحتهم .
بعد كل هذه الضمانات يفترض بكل المسلحين والمعارضين في سوريا تسليم أنفسهم مع أسلحتهم للسلطات المختصة .
فيا أيها السوريون جهزوا أنفسكم واجردوا أسلحتكم وسلموا أنفسكم واطلبوا الرحمة والغفران من النظام فلقد أصبح الآن لدينا خطة أممية وضمان إيراني من ولي الفقيه مع ضمان داخلي من وزير الداخلية فهل بات في سوريا عاقل لم يعد يقتنع أن إيران وروسيا هي من يحكمنا فعلياً.
قتل صحافيون غربيون وعرب وسوريون في سوريا فقيل العصابات المسلحة ولم يجر أي تحقيق في قضيتهم ولو شكلياً وقتل الصحفي من تلفزيون الجديد علي شعبان والمحسوب على حزب الله على يد النظام فتحرك النظام ورأسه وأرسل من يعزي أهله وتم عمل لجنة تحقيق في الحادث .
واليوم أقر مجلس الأمن ( رغم الاعتراض الروسي المزعوم على القرار قبل التصويت ) إرسال ثلاثين مراقباً غير مسلحين إلى سوريا مع أن الخروقات لوقف إطلاق النار وصلت إلى قرابة المائة نقطة يوم وليلة أمس فقط .
ومع أن الخطة العنانية تقضي بنشر 250 مراقباً إلا أن هؤلاء يحتاجون إلى قرابة الشهرين على الأقل لنشرهم .
كل هذا مع أنباء عن توجه سفينة محملة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة والذخائر إلى سوريا طبعاً متوجهة لصالح النظام .
كنت أعتقد أننا إن استطعنا الصمود في معركة الشتاء فسوف نصل إلى ربيع الحرية ولكننا يبدو أننا فعلياً على أبواب الدخول في معركة الصيف الملتهب .
ولهذا نقول وسنبقى نقول مالنا غيرك ياالله مالنا غيرك ياالله .
أنا لست متشائماً أبداً ولكن لأن القاعدة الهندسية تقول إن أقصر خط بين نقطتين هو الخط المستقيم ولكن في القاعدة السياسية الدولية ربما يذهبون عبر مئات الخطوط ويمرون على مئات وآلاف النقاط الأخرى في طريقهم إلى النقطة الهدف فليس مهماً قصر أو طول الخطوط ولا المسافات وطولها المهم ماذا سوف يحققون من مكاسب خلال هذه الرحلة الطويلة طالما أنهم لايدفعون الكلفة وحتى ولو دفع الآخرون بدمائهم ثمن تلك الرحلة الطويلة.
والنتيجة الحتمية هي فشل خطة عنان التي قد يعتبرها البعض خطوة إلى الأمام في هذه الثورة ولكني شخصياً أعتقد أن انتصار الثورة في النهاية لن يكون إلا مع إصرار كل سوري حر والعزيمة التي لاتلين لدى الثوار على اختلاف أطيافهم ومشاربهم نحو تحقيق الهدف المنشود ألا وهو الحرية لكل السوريين بإسقاط النظام بكل أركانه وبناء دولة جديدة على أسس جديدة .
عاشت سوريا حرة ابية وماالنصر إلا من عند الله .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
للتعليق