هي علامة فارقة لفتت نظري بين شخصين سوريين يحملان نفس اللقب ويعملان في نفس المجال هذان الشخصان هما جلال الطويل وعارف الطويل فكلاهما يعملان في مجال التمثيل وهنا لست في موضع أن أتحدث أو أفرق في إنجازاتهم الفنية فليس هذا موضع اهتمامي مطلقا ً ولكني أتحدث عن إنسانين كلاهما يدعي حب الوطن ويعمل من أجله هما سوريان من ضمن ملايين غيرهم ولكن هناك فرق كبير بين الاثنين فالأول وهو جلال الطويل منذ بدايات الثورة ظهر موقفه المعارض للنظام فكان يحضر مجالس العزاء ويحمله البعض على الأكتاف ليهتف ضد النظام وبصورة سلمية لاتشوبها شائبة .
وأما الآخر فهو عارف الطويل ابن فطوم حيص بيص ( نجاح حفيظ ) فقد ظهر كأحد الموالين للنظام والمدافعين عنه وعن أركانه والمفارقة أن الاثنين تعرضا للضرب ولكن الفارق كبير جدا ً فعارف الطويل ذهب مع الوفد الممول من قبل النظام إلى القاهرة بحجة التنديد بقرارات الجامعة فتعرض للضرب من قبل السوريين الغاضبين من الذين استشهد أقاربهم أو تعرضوا للاعتقال والتنكيل ليعود إلى سوريا ليستقبل استقبال الفاتحين هو وزملاؤه ولتفرد لهم الشاشة الرسمية ساعات ليردحوا عليها وليدعوا وطنيتهم وحبهم لسوريا .
وأما جلال الطويل الذي ذهب أمس إلى منطقة الميدان بدمشق ليحضر التشييع لجنازة الطفلة التي اغتيلت من أمام أحد المدارس قبل يوم واحد وخرج كواحد من بين أكثر من عشرة آلاف شخص فتعرض للضرب والأذى من قبل الشبيحة وليقتادوه بعد ذلك إلى قسم الشرطة وهو بحالة سيئة ليسألهم الضابط ماذا جرى ؟ في تمثيلية بتنا نشهدها كل يوم ليقولوا له لقد أنقذناه من بين أيدي المتظاهرين وليكتب المحضر بذلك ويطلب منه التوقيع ويسأله الضابط هل تريد أية خدمة نقدمها لك !! ليجيبهم جلال وسط ذهول شديد لقد قدمتم الكثير شكرا ًلكم .
هذا الضرب الذي تعرض له أمس هو وسام شرف سيقدره ويعترف به كل سوري حر شريف لهذا الشخص الانسان ولا أقول الفنان بل كواحد من أبناء سوريا العظيمة والذي أبت عليه إنسانيته ووطنيته وعزته أن يكون ممالئا ًللنظام ولو جر عليه ذلك من الأذى والتنكيل والإهانة وكان يستطيع أن ينأى بنفسه عن ذلك نعم إنها العلامة الفارقة بين الطويل والطويل إنها العلامة الفارقة بين الحر والعبد وبين العزة والذلة وبين المجد والتبعية .
عاشت سوريا حرة أبية بأبنائها من كل أطياف المجتمع والنصر قريب بإذن الله وماالنصر إلا من عند الله .
بقلم السيف الدمشقي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
للتعليق